الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٨ مساءً

الاصلاح كوجه آخر

عامر الدميني
السبت ، ٢٧ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٥٤ مساءً
عندما تسرد اخطاء الحوثي وعفاش، وتنقدها يرد البعض بغضب مستفز: والاصلاح كذلك؟!، والاصلاح مخطئ، والاصلاح يتحمل، ولااصلاح ليس بريئ، والاصلاح السبب، وغيرها من جمل الاعتراض واسئلة البلادة التي لاتستطيع التفريق بين طرف وآخر، وبين حزب وجماعة، وبين ظروف واخرى، وكأن وجه الاصلاح لا يعرف ولا يبان الا عند مقارنته بذلك الثنائي المتناقض، وحشره معهم بنفس الزاوية المظلمة.
وهؤلاء لم يدركوا ان الاصلاح ليس وليد اليوم، وليس جديدا على السياسة والحزبية، ويتجاهلون ان الاصلاح كان ولايزال حاضرا وموجودا ومؤثرا بمختلف المحطات التي عاشتها اليمن منذ ولادة النظام الجمهوري حتى اليوم، سواء اصاب او اخطئ.
واهم نقطة يغفلها الجميع هنا ان الاصلاح لم يكن في مختلف المحطات التي عاشها شاردا ومنعزلا عن الواقع العام للشعب والدولة، بل كان جزء من نظام سياسي ودولة قائمة، سواء في الحكم او المعارضة.
هذه المقارنة تقفز على الواقع، و تبرز ظلال الصورة، بينما تخفي الصورة الحقيقية.
فقط سأكتفي هنا بسرد مجموعة من الاسئلة والاشارات ليجيب عليها هؤلاء، وليقفوا عندها بمسؤولية.
- ماالذي اقترفه الاصلاح حاليا واصبح يمثل عائقا امام الاهداف التي يتطلع اليها ويرجوها كل يمني؟
- وما الدور الذي كان ينبغي عليه ان يفعله الاصلاح وتقاعس عنه؟
- وحدهم قيادات الاصلاح معتقلين.
- وحدهم اعلاميو الاصلاح مطاردين.
- وحدهم اعضاء الاصلاح مقتولين.
- وحدهم الاصلاحيين دواعش وارهابيين.
- قاتلوا فاتهموا بالارهاب وخراب وتدمير اليمن.
- حاوروا فاتهموا بالتواطئ ومنح الشرعية للآخر.
- هادنوا وسكتوا فاتهموا بالضعف والمسكنة.
- قامت ثورة 2011م فاتهموا بتفجيرها دون غيرهم.
- شكلت حكومة فاتهموا بالسيطرة عليها واخونتها.
- سقطت الحكومة والثورة الفبرارية فاتهموا بقتلها واغتيالها.
- الاصلاح لم يرد اسم ايا من قادته واعضائه كمعرقل من الامم المتحدة وغيرها.
- الاصلاح لم يتهم بالاستحواذ على المال العام ونهبه كما هو حال البعض.
- الاصلاح لم يتورط بالعمالة لدول خارجية اباح لها البلاد وفتح لها الابواب.
- الاصلاح لم يتبنى خطاب طائفي اقصائي قائم على نبذ الاخر واستفزازه.
- الاصلاح ليس لديه مشروع سياسي يحل محل الدولة ويلغيها ويعطلها.
- الاصلاح لم يسجن صاحب رأي، ولم يعتقل من انتقده، ولم يطارد من اختلف معه، ولم يعذب من ناصبه العداء.
- الاصلاح كان ولايزال جزء من منظومة سياسية واضح في اهدافه ومعروف في وسائله ومكشوف بمقرات عمله.
- الاصلاح لم يخرج معتديا، ولم يقتل آمنا ولم يفجر منزلا ولم يقطع طريقا.
- الاصلاح لم يقدم جاهلا او اميا لتولي منصب حكومي، بل كوكبة من الكوادر المؤهلة والمتخصصة بمختلف المجالات.
- الاصلاح لم يتقوقع في بقعة واحدة، بل امتد ووصل الى كل اليمن.
- الاصلاح متمسك بالمبادرة الخليجية والحوار الوطني ولم يسعى لتقويضها.
- الاصلاح ناله الاذى والضرر اكثر من اي طرف آخر.
- الاصلاح انتفض حين جلس الجميع، ونطق حين صمت الجميع، و واجه حين خاف الجميع.
- الاصلاح اعلن موقفه بدون مواربة، وحدد مساره بكل صراحة ووضوح.
- الاصلاح وصل للسلطة عبر ادوات مشروعة وواضحة، وليس عبر الاغتصاب والتنكيل والالتفاف.
- الاصلاح لديه اخطاء ولكنها لاترقى للمستوى الكارثي الذي ظهرت به القوى الجديدة والبديلة.
- الاصلاح لديه عيوب ولكنها اقل عورة قياسا بالعورات التي كشفت عن نفسها وتبدت لنا.
- الاصلاح لديه سلبيات ولكن يسهل تجاوزها ولجمها وليست عصية كما هو حال البعض.
- والاهم الاصلاح لم يحكم حتى اللحظة كي نحمله النتائج، ولايمكن مقارنته بغيره عندما نستعرض غيره.