الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٣ مساءً

في يمن اللّا إيمان!

وئام عبد الملك
الاثنين ، ٢٩ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٤:١٢ مساءً
قُبيل شهر رمضان الفضيل، تحدثت بعض المواقع الإخبارية عن أن الحوثيين وجهوا خطابات لجميع المساجد بمنع إقامة صلاة التراويح في رمضان، وأنه سيتم معاقبة من يصلى التراويح، ثم نفت وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية صحة الأنباء التي نشرتها بعض المواقع الإخبارية.

فالشيعة لا يصلون التراويح، لأن الخليفة عمر بن الخطاب هو من جمع الناس لصلاتها، ففي موقع الشيخ الإيراني الشيعي حسين أنصاريان قال بأن أهل السنّة ابتدعوا صلاة التراويح ـ وهي قيام ليالي شهر رمضان جماعة ـ ودليلهم : أنّ عمر بن الخطّاب هو الذي جمع الناس على إمام واحد ، ولم يشرّعها النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، ولم يسنّها بل كانت سنّة عمر.

وفي موقع يشرف عليه الشيخ السني المنجد ذُكر فيه بأن عما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ( قام بأصحابه ثلاث ليال وفي الثالثة أوفي الرابعة لم يُصلّ ، وقال : إني خشيت أن تُفرض عليكم ) رواه البخاري.

لكن بعد أن تم نفي وزارة الأوقاف لما ذكرته بعض المواقع، تم تنفيذ ذلك القرار وإن كان بشكل آخر، ففي جامع الرأفة بحي الروضة بمحافظة تعز، كانت ميليشيات الحوثي تقوم باستهداف الحي بالقصف بعدة قذائف، حين يبدأ أذان صلاة العشاء، كما تم قصف الحي على بُعد بضعة أمتار من المسجد عقب خروج المصلين منه، فإرهاب الناس بذلك الشكل غير مقبول، وهو تطبيق غير معلن للقرار، وما جامع الرأفة إلا نموذجا.

إن ما تقوم به جماعة الحوثي خطير للغاية، فاللعب على الوتر المذهبي، من شأنه أن يعمل على تشتيت النسيج الاجتماعي، لكنه لن ينجح، وهو ما يجب على وسائل الإعلام أن تقوم بدورها في توعية الناس، وإن كان قد تم نفي ماتناقلته وسائل الإعلام، فإنما الغرض من ذلك أن الحوثيين ما زالوا في مرحلة البحث عن حاضنة صلبة لهم في المجتمع اليمني، ويريدوا أن يكسبوا لا أن يخسروا.

الصراع على المساجد كان قد قائما بين السنة وعلى وجه الخصوص(السلفيين) والشيعة في العام المنصرم، وإن كان بشكل محدود، لكنه هذا العام قد عاد وبقوة، فلقد سمعنا عن حادثة، إنزال الحوثيين لخطيب أحد المساجد من على المنبر، وفرض إمام آخر من شيعتهم، وخروج المصلين من المسجد رفضا لذلك السلوك الذي اتبعته الجماعة.

إن التدخل في الحريات الدينية وتسييس الدين غير مقبول، وكان الكاتب غسان الإمام قد تساءل في أحد مقالاته، لماذا لا يصلح الدين كأداة سياسية؟ وأجاب بأن الدين مجموعة ثوابت أبدية مقدسة. لا تقبل جدلا. أو طعنا. أو نقدا لها، فيما لا قداسة للسياسة. فهي نهر التحولات المنسجمة مع الظروف المتقلبة. ولا قداسة لرجل دين يعمل في السياسة.

أخيرا، ألم يكن الله تعالى قد قال( لكم دينكم ولي دين)، هذا ونحن مسلمون، ويتم الفرز بهذا الشكل العبثي، ماذا لو كنا من أهل الكتاب؟، ألم يكن النبي محمد قد حث على التعايش مع غير المسلم، ناهيك عن التعايش بين المسلم والمسلم؟ ذاك هو نبي الرحمة والإنسانية الذي تنصرونه!