الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٣ مساءً

شكراً "أمريكا" .. لقد وصلت رسالتك!!

صدام الحريبي
الاثنين ، ٢٩ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٥٦ مساءً
كنت قد تحدثت في مقال سابق لي بأن "الولايات المتحدة" سلتجأ إلى أساليب قذرة لابتزاز "السعودية" منها محاولة إيجاد "داعش" وهذا ما كان ..

بعد استمرار "المملكة" في مواصلة مشوارها الخارج عن إرادة "البيت الأبيض" والاتجاه نحو "فرنسا" بعد الصفقة القوية التي عقدتها مع "روسيا" جن جنون "الأمريكان" ولم يستطيعوا حتى منع "باريس" من استقبال الشاب النشيط "محمد بن سلمان" بل وتجاوز الأمر إلى عقد صفقة أسلحة جديدة بين "الرياض" و "باريس" ولا نعلم كيف امتلكت "باريس" الجرأة على عصيان "واشنطن" التي تعمل دوماً لراحة "الصهيونية" واسمترارها وهذا ما جعل من اللازم تربية نظام "باريس" بالطريقة التي يعرفها الغرب ..

بعد المحاولات المتتالية والفاشلة التي حاولها "الأمريكان" في إعادة "المملكة" إلى حلفهم دون فائدة قرروا أن يرسلوا لها عدة رسائل لعلها تفهم وتعي أكثر بخطورة الخطوات التي تقدم عليها ، في حين أن "المملكة" تلتزم الصمت منذ المؤتمر الذي عقد قبل شهر تقريباً بين وزير الخارجية السعودي الشاب "عادل الجبير" ووزير الخارجية الأمريكي الكهل "كيري" ..

ولذلك كانت آخر رسالة أرسلتها "أمريكا" ل "المملكة" هي افتعال تفجير كبير في أحد مساجد "الشيعة" في "الكويت" ﻷن "الكويت" هي من أكثر الدول الخليجية تأييداً للسياسة "السعودية" الحالية وهذا التفجير الذي تبناه "داعش" كان بمثابة صفعة غير مستحبة بالنسبة ل"السعودية" ، لكنه بالنسبة ل "أمريكا" هو رسالة خطيرة جدا مضمونها أن أمن "الخليج" بأسره في أيدينا ولا يستطيع أحد منعنا من الدق على الوتر (المذهبي-الطائفي) وإشعال الفتنة المذهبية والطائفية في "الخليج" كما عملنا ب"العراق" من قبل ، لكن صمت "السعودية" مذهل بشكل كبير ، وأتوقع أن تقدم "المملكة" على خطوة تجعل "أمريكا" تركع أمامها خاصة وأن "تركيا" الكابوس السياسي الأعظم للغرب ول"الصهاينة" تراقب عن كثب ما يحدث وهي قريبة جداً من "السعودية" ولا أستبعد استشارة "المملكة" "تركيا" في الإقدام على الكثير من الخطوات ، وأعتقد بأن تقارب "السعودية" مع حركة "حماس"-الكابوس العسكري الأعظم للغرب واليهود- مؤخراً سيكون هو سبب الإتيان ب "أمريكا" مقيدة ومربطة إلى جانب استمرارها في افتعال المشاكل ..

أما استهداف "الكويت" دون غيرها فهو واضح للعيان ، ولذلك يستبعد كثيراً أن يستهدف "داعش" "الإمارات" أو "عمان" وإذا تم استهداف هذان النظامان فالطرف الذي سيقدم على ذلك سيكون طرفاً ثالثاً ﻷن الأولى هي البنت المدللة التي يقضي "الأمريكان" معظم لياليهم في خلوة معها ويستطيعون استخراج ما أرادوا منها في لحظة ذهاب العقل بسبب ممارسة الرذيلة ، أنا الثانية فهي الحبيب الوفي ل "إيران" التي جلست مؤخراً في نفس السرير مع "الأمريكان" وتنتظر رزقها بعد أن رأت بأم عينها كيف غادرت "السعودية" نفس السرير التي ستنام عليه هي اليوم ..

وبالنسبة للتفجير الذي استهدف مصنعاً في "فرنسا" فهو قرصة أذن لهذه الحليفة المتينة "الأمريكان" ، لكنها خرجت عفويا عن إرادتهم وذلك أثناء تناول "الفودكا" الروسي الذي جلبه الشاب "محمد بن سلمان" ل "الفرنسيين" كي يأخذ منهم ما يشاء ولم يتناوله هو البتة ، ويبدو بأن "فرنسا" أدركت الدرس وفهمت الرسالة ويتضح هذا جليا من خلال التحقيقات الأولية التي أعلنها الأمن ، فتارة يعلنون بأن التفجير كان عن طريق شخص يرفع علم داعش وتارة أخرى يعلنون بأن الذي فجر هو أحد العمال في المصنع بسبب خلافات بين مدير المصنع وهذا العامل ويبررون ادعاءهم هذا بوجود جثة مدير المصنع معلقة بدون رأس وبجانبه كتابة ب"العربية" ، وهذا ما يثير الضحك والفهم بنفس الوقت والسؤال الذي يطرح نفسه : ما ترجمة هذه الكتابة العربية ولماذا لا تعلن عنها "فرنسا" ؟ وهل هي رسالة تهديد ل "فرنسا" باللهجة "الإماراتية" مثلاً ؟

وحتى يتأكد القارئ أكثر بأن اللعبة السياسية العالمية قد تغيرت فله أن يعود لقراءة بعض التصريحات "الإيرانية" الأخيرة منها تصريح مسؤول "إيراني" رفيع وبلهجة حادة يقول فيه بأن "طهران" لن تسمح ل"لأمم المتحدة" بتفتيشها بخصوص النووي ..
ومن متى "إيران" الإسلامية تصرح بمثل هكذا تصاريح ، لكنه التحالف "الإيراني" "الأمريكي" الجديد هو ما جعلها تقدم على مثل هكذا تصريحات وأتحدى القفل "بان كي مون" أن يتطاول ويتجاوز حدوده في فرض عقوبات على "إيران" الحليفة ل "أمريكا" هذه المرة ..

أما على الجانب الموالي عقيديا ل"إيران" في "الشرق الأوسط" فالنابغة اللبناني "حسن نصر الله" لم يخرج من سردابه للتعليق عن أي حدث كما هي عادته ، أما في "اليمن" الحبيب فقد حلقت صباح اليوم طائرة "أمريكية" بدون طيار حسب مواقع إعلامية كثيرة فوق سماء صنعاء لساعة تقريباً دون أن يتم إطلاق رصاصة مضاد واحدة باتجاهها ، أما "العراق" فما زال مشغول بحشده الشعبي المذهبي و "سوريا" تنتظر نهايتها على أحر من الجمر بعد أن أقنعتهما "إيران" هي و "حزب الله" بأنهما قوة ممناعة ومقاومة و(يا شاقي لغيرك ليتك ما شقيت ) فهما نظاما ممناعة لصالح "إيران" فقط ..

أخيراً أذكر بأن "الإمارات" تلعب اليوم دور مزودج وقد نصبها الغرب بديلاً عن النظام السعودي السابق بفارق ازدواجها ف"الإمارات" ستلعب لصالح الغرب و"إيران" بنفس الوقت وأعتقد بأنه في الأيام القادمة ستكون هناك استهدافات قادمة ل"المملكة" ولكل من يقف إلى صفها وقد تكون هذه الاستهدافات سياسية ودبلوماسية أو عسكرية عن طريق "داعش" ، أو غيرها من الطرق القذرة التي يجيدها الغرب .. لكن الحلف الجديد بقيادة "السعودية" و "تركيا" و "باكستان" سيتجاوب مع كل الأعمال القذرة وسيرد بالشكل المناسب إن شاء الله .. وسنقول "كش أمريكا وإيران" ..

خواتيم مباركة على كل المسلمين .

ألقاكم بوطن ..