الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٤ مساءً

نلوم الإعلام ولا نلوم أنفسنا؟

مارب الورد
الأحد ، ٢٦ يوليو ٢٠١٥ الساعة ١٠:٠٥ صباحاً
اقرأ انتقادات لاذعة لهذه القناة أو تلك لتجاهلها تغطية مثلا المجزرة البشعة التي طالت الأبرياء بالمدينة السكنية بالمخا في قصف جوي لطيران التحالف وقس عليها من الأمثلة الأخرى ويتساءل المنتقدون لماذا لم تجد هذه المشاهد المؤلمة طريقها للنشر بوسائل الإعلام هنا أو هناك ويذهب البعض إلى حد اعتبار هذا التجاهل منافيا للمهنية وكأنه اكتشف جديد!!
يجب أن يعرف من لم يدرس إعلام أو من ليس لديه معرفة من واقع خبرة أو اطلاع أن كل وسائل الإعلام في العالم كله،في المتقدم والمتخلف تنظم عملها وتسير وفق ما تعلمناه بكلية الإعلام وتعرفه أدبيات الصحافة بالسياسة التحريرية وهي عبارة عن كتالوج مالك الوسيلة التي تعمل وفق ضوابطها وأهداف صاحبها.
أي تحدد ما يجب نشره وما لا يجب بل وحتى تحدد مفردات العمل الإعلامي مثل هل تسمي المقاوم شهيدا أم قتيلا أو الحوثيين جماعة أو مليشيا أو الرئيس الذي أطاحت به ثورة سابقا أو مخلوعا.
وعليه فإن كانت سياسة مالك القناة أو الإذاعة أو الصحيفة تتناسب وتناول موضوع معين فستفعل وسيلته الإعلامية وإن عارضت ما يريد فلن يجد القارئ والمشاهد ما يتوقع مهما كان هذا الخبر صالحا للنشر أو لا.
أدبيات الإعلام تعلمنا أيضا انه لا يوجد إعلام مهني مائة في المائة أو موضوعي للنهاية وإنما تجد موضوعية نسبية تختلف من وسيلة لأخرى حسب سياستها التحريرية.
ليست معايير المهنية من تحدد كل ما ينشر كما قد يعتقد البعض أو كما يفترض ولكن قد تكون جزء من عوامل أخرى أهمها السياسة الإعلامية أو حارس البوابة كما يعرف في الصحافة الورقية.
والسؤال:هل نلوم الإعلام على هذا؟والجواب نعم ولكن يجب أن نضع في الاعتبار أنه محكوم بسياسة مالكه وطبيعي أن يكون المنتج وفق ما يريده المالك وليس المستهلك أو الجمهور الذي يمكن أن يحل ثانيا في قائمة الاعتبارات.
لا يوجد فاعل خير يفتح قناة أو إذاعة أو صحيفة ويجعل هذه الوسائل تعبر فيما تنشره عما يريده جمهورها كليا وإنما تبقى هناك مساحة محدودة أو نسبية تحددها كما قلنا السياسة الإعلامية فإن كانت الجهة المالكة ديمقراطية أو تؤمن بسقف الحرية المرتفع ستجد ضيوفا من مختلف التوجهات والتيارات وتناولا لقضايا مثار جدل بخلاف من كان عكس ذلك ومن هنا نلاحظ الفرق بين مهنية الجزيرة والعربية والبي بي سي وسي ان ان وسهيل والمسيرة.
الصحفي مثل السياسي الأول ينشر ما تحدده سياسة وسيلته الإعلامية التي يعمل بها ويمكن يتجاهل حدثا ينتظر الجمهور تناوله أو يغطي موضوعا لا يستحق وفقا لرغبات مالك وسيلته.
والثاني أي السياسي لا يحدد موقفه أو يتبنى رأيا إلا بما يتوافق مع انتمائه وهواه ولو أدى لذلك لإغفال قضية تستحق إبداء الرأي حولها صراحة حتى لو خالفت موقف الحزب ولهذا نجد من يؤيد التحالف العربي مثلما نجد من يعارضه مع أن جمهور طرف يعتبر موقفه الصحيح.

* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك