الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٥ مساءً

صحفيونا اﻹهمال اختطاف آخر!

حسين الصوفي
الخميس ، ٣٠ يوليو ٢٠١٥ الساعة ٠٩:١٥ مساءً
هذه الجمعة الثامنة التي تحل في غياب قسري لرفاق المهنة، تسعة من زملائنا الصحفيين اختطفوا دفعة واحدة عند فجر التاسع من يونيو الماضي، من فندق وسط العاصمة صنعاء، بعد أسابيع على اختطاف الصحفيين جلال الشرعبي ووحيد الصوفي، إذ أصبح العدد أحدعشر قبل أن يلحق بهم الزميل علي الحبيشي قبل اسبوع ربما، وأن تكون صحفيا في قبضة ميليشيا فهذا يعني أن الأمل يتضاءل ويغيب بين حلكة ظلام اختطاف جسدك، وقلمك، وتغييب صوتك وكل خبر عنك، وتحل أنت كفجيعة تسكن قلوب أسرتك وأهلك تتضاعف في حضور الخذلان، إذ أن النسيان اختطاف آخر وقيد مضاف لعذابات السجان.

عند الجمعة الثامنة تنطق الأيام أنها تجاوزت الخمسون يوما بأربعة، أي أنها بلغة الساعات تزيد عن 1296 ساعة، في غياهب الزنازين الموحشة المشحونة بالانتقام من الكلمة، لدى جماعة تجهر في عقيدتها بالعداوة والبغضاء للصحفيين.

كانت الثالثة والنصف فجر الثلاثاء الكئيب، حين أرسل لي الزميل عبدالخالق عمران برسالة من كلمتين :"الحوثيون عندنا"! بعدها غاب وقد كان طلب مني أن أنتظره ليعود "نتفاهم"، وها نحن نتخطى 77.760ألف دقيقة ولا أزال أنتظركم يا رفاق!
الصحفي إنسان هكذا تؤكد مريم بنت عمران وأخيها الذين كانا ينتظرا أبيهما الجميل عبدالخالق مع كل غروب شموس رمضان كله، كان يحل الإفطار فيسدل الوجع ستار ليل آخر في حضرت الغياب، وأشرقت شمس عيد الفطر دون أن تعانق صغيرة حسن عناب أباها فخاصمت بهجة العيد لأن الزنازين لا تزورها الأفراح.
هذا الأسبوع تعيش خطيبة أكرم الوليدي فاجعة الغياب بمرارة مضاعفة، لقد كان موعد الفرحة الكبرى لزفافهما، وما أقسى أن يأتي موعد زفافك وقد خفتت أمانيك لتنحصر تحت أمل مرتقب لخروجك من المعتقل.

زملاؤنا ليسوا خلف قضبان الحوثيين وحدهم، فلكل منهم حياة مختطفة أيضا، بعضهم لا يزال ينتظره موعد زفاف، وآخرين يسكنون المجهول مع ابتسامات صغارهم.

تتقلب الأيام في وجعها المغلف بالخوف على زملاؤنا، ويتزايد الخطر فوق أنهم لدى ميليشيا، احالتهم إلى قسم "مكافحة الإرهاب"، في ظل تعطيل كلي لمؤسسات الدولة والمجتمع على السواء.
الصحفي اليمني يعيش مخاطر جمة، بل يموت تحت الخطر بدم بارد، في ظل إهمال مبهم، من المؤسسات الدولية لا يجوز أن يستمر.

ينتظر الزملاء وعيون صغارهم المتلهفة لهم، من المعنيين في النقابة بذل المزيد من الجهود، وتحريك ملفهم بكثافة دوليا