الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٨ صباحاً

من يصنع "التوحش"؟!

حسين الصوفي
الخميس ، ٢٠ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١٢:٣٢ مساءً
هناك جرائم معنوية بالغة الخطورة تمارس في حق المجتمع، في حق الفرد اليمني الطيب.

إرهاب نفسي غير مسبوق، عبر افتراءات همجية وحشية تسوق لها أطراف تعرت عن الأخلاق والقيم واحترام الإنسان..
توزيع وضخ مشاهد الذبح والسحل والتشويه، جريمة في حق المجتمع إذا كانت صحيحة ومثبتة، لا تطلع عليها سوى الجهات المختصة من أجهزة ضبط وقضاء، وتفرض مواثيق شرف مهنة الإعلام والصحافة منع نشرها وتداولها،
فكيف لو كانت محض افتراء، وفبركة صرفة، وخداع مصنوع؟!
ستكون جريمة مضاعفة وفعلا شنيعا، ومذبحة محققة لمشاعر الملايين، وتزوير مقصود يهدف إلى تأجيج أحقاد موغلة في الوحشية، تطمع للإنتقام المضاعف، دون تبصر أو تأني، أو نزعة ضمير!

من يبث هذه المناظر القاسية، يدرك ما يصنع، حسب منهجية "هندسة الجماهير" التي تجيدها مطابخ الساسة ورجال المخابرات الذين شربوا هذه الأوساخ من الأوكار العالمية، لخلق بيئة مكتظة بالفوضى المتوحشة، والسيطرة على وعي المجتمعات وذهنياتهم الجمعية، والدفع بهم مسلوبي الإرادة إلى ارتكاب جرائم أشد وحشية من تلك النماذج المزورة، بعد تلويث أفكارهم وتلقيح نفوسهم وتشويه إنسانيتهم وتسميم تصوراتهم!

إنها كارثة مقصودة، تفتعلها أجهزة محترفة تلقت ذلك من رأس الإرهاب وصناعه في "عالم القوة" في أمريكا، عبر نظريات "إدارة التوحش" أو صناعة الذئاب، يمكن الإطلاع عليه من النت، وهي منهجية تسعى إلى برمجة الناس البسطاء، وتحويلهم إلى وحوش مفترسة، تأكل أجساد بعضها وتنهش لحوم بنيها، وتسكر بكؤوس من دماء ذويها، ولا يسأل الفاعل نفسه: لماذا فعل؟ ولا يسمح لضميره بهمسات تأنيب، لأنه تحت تأثير تلك المشاهد المطبوخة بقذارة وخبث متمرس، يسلب العاقل عقله وتفكيره!

يجب أن ندرك خطورة ما ينسج لنا من مذابح مفترضة، ويتحتم علينا أن نتيقظ جميعا قبل أن تستفحل فينا كارثة شرسة، ستبيد الأخضر واليابس بعنف وذئبوية، تدار من طرف خفي يجيد تخدير الكثير ب "هروين" مشاهد الجريمة الوحشي، المزيف، الذي سيستنسخ إلى عشرات الفظائع في الواقع والحقيقة.

إنها صرخة استنجاد، واستغاثة لهفان، أن توقفوا عن بيع الوحشية وتفخيخ عقول البسطاء!

هذه حرب سياسية بامتياز، ستفضي إلى انتصار فريق يعلن نفسه "سلطة"! فلا تحولوها إلى غابة تضم وحوشا ضارية، فتهلكوا وتهلك مجتمعاتكم، وتصبحوا على ما فعلتم نادمين.

يا أخوة يوسف! وأحفاد قابيل: توقفوا عن العبث أرجوكم!