الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١١ مساءً

الحوثي : ماذا بعد الإفلاس الأخلاقي ؟

إلهام الحدابي
الثلاثاء ، ٢٥ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ٠٩:١٩ مساءً
لا زلت أتذكر بعض الخيام التي وقفت في ساحة التغيير في صنعاء، كنت اشارك في أغلب أنشطتها تقريباً، بمرور الوقت اكتشفت ان تلك الخيام كان تغرد في سرب آخر كانت تبحث عن مجد أهل البيت ..

لم أفهم حينها الحكاية، ولم تمضي فترة طويلة على تلك الأحداث، إلى أن جاء اليوم الذي اجتاحت فيه حركة الحوثي كل شيء، السلم، والحلم، والدم والوطن !

لا أريد ان أغرد في رسب الطائفية المنتنة ، لذا لن أحصرها في سنة وشيعة، لأن الصورة تخبرنا أن الحرب الدائرة في اليمن ليست نسخة مشابهة لما يحدث في العراق رغم تفجيرات المساجد، الحرب التي نكتوي بنارها حرب مصالح بما تحمله الكلمة من معنى.

الحرب لا تفرق بين سني وشيعي، بين معتدل ومتطرف، بين امراة أو رجل، بن طفل أو مسن، إنها تحصد الجميع، الأحزاب تتنازع الفتوى حول الحكم الضائع، والحاكم الفار يدير الحرب من خلف الأسوار، والأصابع تتضارب أقوالها حول من الذي بدأ بإطلاق النار، الحوثي أم الحزم !

في 2011 قلت لنفسي وأنا أسير في رصيف الجامعة: سيكون كل شيء بخير،لقد استيقظ الشعب أخيراً من سباته !

في 2015 أقول لنفسي: سيكون كل شيء بخير ، لكن يجب أن يستيقظ الشعب من ذلك السبات الذي يشبه الموت.

لم أتخيل قط أن تدخل الصرخة العاصمة بتلك السهولة، هو ليس نصر من الله كما يوهموننا ، هو تواطؤ حكومي بامتياز، يزعمون أن اللكمة لا تستطيع الوقوف أمام الرصاص، ولا قيمة لها في زمن الزيف والقوة، كلامهم صحيح في زمن التفكير القاصر، لكن في زمن التاريخ، لا ، يموت الرصاص ويكتب الخلود للكلمة.

لمن يقنعنا أن الحزم هي التي بدأت الحرب، يجب أن نتذكر جبهة الوطن التي نزفت يوم اجتاح الحوثي كل شيء، يوم امتهن كل حق، يوم باع ضميره في سوق النخاسة وأعلنها حرباً مفتوحة ضد الشعب الأعزل .

ولمن يدعي أن الحزم هي الحل المنطقي والوحيد لما يحدث في اليمن، لنتذكر أن المعتدي معتدي ولو حمل لون بشرتك ! كيف بمن يخطئ أكثر من مرة تحديد موقع أهدافه !

كيف بمن يكثف قصفه وفق ما تقتضيه مصلحة حلفائه على حساب دم طفل وطفلة، على حساب خوف عجوز وامرأة، هم ليسوا رجال كما يوهموننا، هم اشباه رجال تماماً كالحوثي وشلته.

كل يوم تسقطنا الحرب في مستنقعات الخوف، لكنها في نفس الوقت تعري المتقاتلين من إنسانيتهم، في الحرب فقط عرفنا ماذا يعني فقدان الإنسان لشرفه وأخلاقه وقيمته كإنسان..

فتح الحوثي جبهة الوطن ليبحث عن عرشه !

كمم الحوثي فم الشعب وصادر رزقه ليدافع عن حرب صنعها بيده !

خطف الحوثي أبناء شعبه واستخدمهم كدروع بشرية !

خطف الحوثي رجالاً في الرابعة عشر من اعمارهم وعلمهم فن الموت مبكراَ !

خطف السياسيين، والأكاديميين، صنع ألف مجزرة كلعنة قديمة مرت على اليمن ، ولا زالت تحصد الكثير.

يظن الحوثي أنه باقٍ على هذه الارض الطيبة، لا يدرك أن ذاكرة الأرض أشرف من عقل لا يستطيع التفريق بين الفضيلة والرذيلة..

ينسى الحوثي أنه لعنة، لعنة حقيقية لن ينساها التاريخ.

سيبيع دمنا للغريب والقريب فقط من أجل عرشه ..!

ما وزن ذلك العرش، ما لونه، ما شكله ؟!

لا ندري أي معلومة عن ذلك العرش التائه فرج الله عنه ..

لكن كل ما نعرفه أن أي مخلوق أو حركة أو شخص يسقط أخلاقياً، لا يمكن أن يخسر أي شيء بعد ذلك، لأنه حينها لن يكون سوى لعنة..

لعنة سوداء لن ينساها التاريخ.