الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٥ صباحاً

السلام عليك يا إصلاح ..

صدام الحريبي
الجمعة ، ١١ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٢٨ مساءً
في 21 سبتمبر الماضي ورغم قدرته على الصمود كونه أحد الأحزاب المشاركة في حكومة الوفاق تراجع وامتنع عن المواجهة رغم أن معظم أبناء الشعب كانوا يعولون عليه بعد الله ، لكن تراجعه وتنازله وعدم سيطرة الكبرياء عليه كان ليس جبنا أو ضعفا كما يصور البعض ، بل شعورا منه بقدر الوطن وخوفا عليه من الانزلاق في أتون المشاكل التي لن تنته وهذا ما أدركه الشعب فيما بعد وتأكد بأنه الصواب ..


بعد احتلال مقراته واقتحام بيوت أعضائه وقاداته وإغلاق قنواته وامتلاء السجون بكوادره ومن يؤيده وقتل الكثيرين من صفوة شبابه ورجاله ونسائه ورغم كل ما تعرض له ذهب إلى "صعدة" لمحاورة من كان سبباً في شقائه وتشريد أبنائه ولم يكن ذلك تراجعا عن المبادئ أو تدحرج الروح الانهزامية فيه كما فهم البعض ، بل إيماناً منه بقضية الوطن وتنازلا للوطن الذي يحوي 25 مليون من البشر ..


بعد كل تلكم التنازلات والتراجعات والحوارات وجد هذا الحزب نفسه مرغما على الدفاع عن ما تبقى من الوطن مع باقي فئات الشعب حتى لا يكتب التاريخ بأن هذا الحزب ترك الشعب وحيداً كما السياسيون وبعض الأحزاب يواجه قدر الكل لوحده ويدفع وحيدا ضريبة الدفاع عن الوطن الجميل وعن الإنسان اليمني ..

أنا لم أكن أتحدث فيما سبق عن أحد الصحابة أو التابعين الصالحين رضوان الله عليهم ولا عن معاناة التابعي "سعيد بن جبير"ولا عن مظلمة وشجاعة"سيد قطب"ولا عن تضحيات "غاندي" أو نجاحات "منديلا"، ولم أكن أروي قصة يعود تاريخها إلا آلاف السنين أو مئاتها ، بل أتحدث عن "التجمع اليمني للإصلاح" الذي يتواجد اليوم بيننا وما زال شامخا رغم الظروف القاسية التي يعاني منها داخلياً وحتى خارجياً ، ومع كل ذلك فإن "الإصلاح" ما يزال يمد يده البريئة لكل الناس والسياسيين رغم ما أذاقوه من علقم ، شريطة أن يكون الوطن فوق كل المصالح .. فالسلام على "الإصلاح" وعلى كل أعضاء "الإصلاح" وكوادره وقاداته في المنافي والسجون والقرى والمدن وفوق الأرض وتحت الأرض وفي المستشفيات والميادين وفي كل مكان شريف .. والسلام على محبي "الإصلاح" وخصومه الشرفاء وعلى كل يمني وعربي شريف .. والسلام على كل من تآمر على "الإصلاح" وشرد أبنائه وقياداته الذين يقفون خلف القضبان .. السلام عليكم جميعا ف"الإصلاح" مهما ظلمتموه سيظل يمد يد السلام لكم مادام الوطن لن يتعرض ﻷذاكم ..

أخيراً إلى "الإصلاح" : لست أغلى من الوطن أيها الحزب الشريف ، فالوطن أغلى منك بكثير جداً ، لكنك ستظل أغلى الأحزاب وستظل في قلوب اليمنيين كلما وجدناك في صف الوطن المليء بالجراحات وهذا هو ديدنك .. والسلام عليك في ذكرى انطلاقتك ..