الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٤ صباحاً

كيف افهم الحرب الدائرة حاليا في اليمن؟

حسين الوادعي
الثلاثاء ، ٢٩ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٣٧ مساءً
لا تعود بداية الحرب الى 25 مارس 2015 تاريخ بدء عاصفة الحزم، وإنما الى أحداث دماج التي اشتعلت في اغسطس 2013 وكان الإصلاح والسلفيين فاعلين في الحرب تمويلا وتجنيدا وحشدا في مواجهة الحوثيين.

كانت تلك الحرب بداية الشرخ الطائفي الذي سيتوسع فيما بعد مع إنتقال الحروب الأهلية المصغرة الى مناطق أخرى.
استمرت الحروب الأهلية "المحلية" في خمر وعمران حيث كان الحوثيون المحرك الرئيسي لها بدعم وتنسيق واضح من الرئيس السابق صالح وجناح المؤتمر المؤيدين له. ووصلت ذروتها بسقوط صنعاء في سبتمبر 2014 بتواطؤ من الرئيس هادي.

مع انتقال الحوثيين من صنعاء الى البيضاء جازفوا بإشعال اول مواجهة مناطقية ومذهبية لكنها إستمرت محلية ومحدودة بحدود المحافظة الصغيرة.

مع إعلان عبد الملك الحوثي للتعبئة العامة في 21 مارس 2015 بعد هروب هادي الى عدن كانت تلك نقطة البداية في تحول الحروب المحلية الى الحرب الأهلية الأوسع والأشمل في تاريخ اليمن الحديث.

لم يغير تدخل التحالف بعاصفة الحزم من طبيعة الحرب الى حرب ضد الخارج. إذ لا زالت الحرب حبهات القتال كلها جبهات داخلية مع وجود شكلي إعلامي لوحدات رمزية من قوات الحوثيين والحرس على الحدود السعودية.
بعد اندحار الحوثيين -صالح من الجنوب في يوليو 2015 كانوا قد تسببوا في شرخ مناطقي خطير يجعل من اي وحده حقيقية بين الشمال والجنوب أمرا في غاية الصعوبة.
تتركز أحداث الحرب الاهلية حاليا في الوسط (تعز) والشرق (مأرب) وهو ما يهدد باحداث شرخ مناطقي ومذهبي آخر بين مكونات ما يعرف تاريخيا ب"اليمن الأسفل" و"اليمن الأعلى".

أدت الحرب الى توسع الحاضنة الشعبية للقاعدة والجماعات السلفية الجهادية، كما أدت من الجهة الأخرى الى تطوير سلفية جهادية زيدية ثمثلها الجماعة الحوثية الحرب الشاملة والمستمرة الذي تروجه.

بهذا المعنى يكون قد مر على الحرب الأهلية الطويلة منذ أحداث دماج حتى الآن 26 شهرا (سنتين وشهرين) اكتست خلالها وجوها سياسية وطائفية ومناطقية وقذفت الى الواجهة بقوى جديدة كالمقاومة الجنوبية وداعش ووضعت اليمن تحت سيطرة عسكرية سعودية-خليجية واحد يعرف متى ستنتهي ولا كيف وبأي ثمن؟!