السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٠ صباحاً

أكثر عَلَم حزين هذه الأيام

نبيل سبيع
الاربعاء ، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٠٢ صباحاً
في مشهد رفع الأعلام فوق سد مأرب التاريخي بعد "تحريره" من الحوثي على يد قوات التحالف العربي اليوم:
حضر علم الإمارات،
وعلم السعودية،
وعلم البحرين،
وعلم قطر..
وغاب علم اليمن!
قناة "سكاي نيوز" قدمت خبرها حول سيطرة دول التحالف على سد مارب في نشرة الثامنة بالقول إنه "تم رفع أعلام اليمن ودول التحالف فوق السد". وفي الصور الحصرية التي بثتها القناة لمشهد رفع أعلام التحالف على السد، كان جنود كل دولة حريصين على رفع علم بلدهم فوق السد أمام عدسات الكاميرا. وكان هناك يمنيون طبعاً يرتدون بزات عسكرية أو بزيهم القبلي، كانوا ينظرون الى الجنود الخليجيين تارة والى الكاميرات تارةً أخرى، ولم يكن أيٌّ منهم يحمل علم بلاده، علم اليمن، الذي لم يرفعه أحد فوق السد. بدلاً من ذلك، هرع بعضهم لمساعدة الجنود الخليجيين في رفع أعلام بلدانهم فوق السد. أحزنني المشهد كثيراً.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي ترتفع فيها أعلام التحالف في منطقة يمنية لوحدها دون علم "البلد المُضِيف". فبعد سيطرة قوات التحالف على عدن، ارتفع علم الإمارات والسعودية فوق مقر المنطقة العسكرية الرابعة بالتواهي ومطار عدن وغيرهما من المقار الحكومية السيادية في غياب تام لعلم اليمن.
"ربما بسبب الحراك الجنوبي هناك"، كان يمكن لأحدنا قول هذا لحظتها، لكن المشكلة أنه حتى علم الجنوب لم يرتفع يومها فوق بوابة المنطقة العسكرية الرابعة. وفي حين ارتفع علم الجنوب في مطار عدن، فقد حضر على استحياء الى جانب علمي الإمارات والسعودية.
وقبل ذلك، حين سقطت المكلا في قبضة القاعدة واقتحمت المعسكرات والمقار الرسمية قبل 5 أشهر، ظهر أحد قيادييها في أحد المقار الحكومية وهو يدوس علم اليمن المرمي أرضاً بأقدامه ويقف فوقه مبتسماً ورافعاً بإصبعيه علامة النصر.
يمكن "تبرير" دَوْس العلم اليمني في المكلا بعد "تحرير" القاعدة لها من قوات صالح بأنه تم بأقدام القاعدة التي لا تحترم علم اليمن. ويمكن "تبرير" عدم رفع علم اليمن في عدن وغيرها من مدن الجنوب بعد "تحرير" التحالف لها من الحوثي بالقضية الجنوبية وحراكها الرافض لعلم الوحدة اليمنية. لكنْ، كيف يمكن "تبرير" عدم رفع علم اليمن فوق سد مارب بعد "تحريره" اليوم من الحوثي؟
علم اليمن لا يحب الأضواء مثلاً؟!
أم أنه أصبح يكره التصوير؟!
أم أنه قد رحل؟!
يبدو أننا أمام حقيقتين مرتين:
- العلم الوحيد الذي لا يرتفع في اليمن بعد "تحرير" اليمن من الحوثي هو علم اليمن.
- وعلم اليمن يواجه نفس المشكلة تقريباً في المناطق اليمنية التي لم "تحررها" قوات التحالف (ولا القاعدة) من الحوثي بعد: فهو يظل غير مرحب به من الميليشيا حتى وإنْ ظل مرفوعاً هنا وهناك في ظل سلطتها. فالحوثي أيضاً لا يحب علم اليمن ولا يحترمه. وإذا سمح له ببعض الحضور هنا أو هناك، فهو يبقى حضوراً ضئيلاً جداً تحت وعلى هامش علم الجماعة الخاص: الشعار (الصرخة).
يبدو أن علم اليمن لا أرض له ولا سماء في اليمن بعد "تحريرها" من الحوثي على يد السعودية وحلفائها بقدرما يبدو أنه بلا أرض ولا سماء في اليمن في ظل سلطة و"صرخة" الحوثي.
باختصار:
علم اليمن هو أكثر علم حزين هذه الأيام.

* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك