الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٩ مساءً

أربع رسائل خائبة أراد المخلوع صالح إيصالها

ياسين التميمي
الثلاثاء ، ١٣ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٦:٥٦ مساءً
أربع رسائل خائبة أراد المخلوع صالح إيصالها عبر المقابلة الثانية له مع قناة الميادين خلال خمسة أشهر

.. أولى هذه الرسائل: وجهها للشعب اليمني وهو يختتم حياته السياسية بجولة حرب فاشلة، محاولاً إظهار نفسه قائداً لمعركة الدفاع عن الوطن مما يسميه بـ: "العدوان السعودي"، لكن ضعف ادعائه يأتي من أن النخبة اليمنية وعامة الشعب تشبعوا خلال الأربعة العقود الماضية بحقيقة أن علي عبد الله صالح هو واحد من أسوأ الخيارات التي أقدمت عليها السعودية ضمن سياسية الاحتواء للجار الجنوبي، بتشجيع إيصال هذا الشخص الموتور رئيساً للبلاد.
الرسالة الثانية، أنه أراد إظهار أنه يخوض معركة نيابة عن الإقليم والعالم ضد الخطر الذي يمثله الإخوان ، وضعف هذا الادعاء يأتي من أن الدول التي شكلت رأس حربة في السياسة الحمقاء للقضاء على الإخوان المسلمين خلال المرحلة الماضية، لدورهم الأساسي في ثورات الربيع العربي قد غيرت قائمة أعدائها ولم يعد الإخوان في صدارة هذه القائمة,.

الرسالة الثالثة: أنه أراد أن يقول للسعودية رغم أنني أقف اليوم في الطرف غير المناسب لك من المعركة الدائرة في اليمن إلا أنني مستعد أن أقدم لك التنازلات التي تريدين، فقط أرجوك أوقفي الحرب وأوقفي الطلعات الجوية، وتركيزه على الطلعات الجوية يكشف نقطة ضعفه الأساسية، فهو في كل معاركه السياسية والعسكرية مع الخصوم الداخليين والخارجيين لم يضطر للبقاء كل هذه الفترة في قبو مجهول، ولم يتم تدمير منزل واحد من منازله، فقد كان يتمتع بمساحة كبيرة وهامش واسع للمناورة.
الرسالة الرابعة: وجهها للحوثيين بإظهار أنه حليف يُعتمد عليه في المعركة التي يخوضونها لاستعادة الإمامة الزيدية، ولكنه ناقض نفسه بشكل فاضح عندما قدم تأكيدات قطعية للسعودية بأنه من يدير الفوضى على الحدود معها وهو الذي يقاتل في اليمن، وحينما استهجن ما تسمى بـ: ثورة 21 سبتمبر" قائلا: ثورة ضد اليدومي وعلي محسن مَشْ هي ثورة"

لقد ظهر المخلوع عفاش في مقابلته مع قناة الميادين سياسياً خائباً وقائداً خائرَ القوى وفاقداً لأوراق كثيرة اعتاد أن يلعب بها ضمن المساحة المتاحة من جغرافيا اليمن المنهك، ظهر قلقاً ومتوتراً وفاقداً للمصداقية، بقوله الشيئ ونقيضه، أراد أن يقاتل أعداءه بما لديه من معلومات ولكن كل الذي كان يقوله لا يقدم جديداً ولا يضيف جديداً ولا يضعف الموقف العسكري والأمني للخصوم.. كل ما استطاع أن يبوح به تجاه الجار القوي هو أنه غاص قليلاً في التفاصيل الداخلية لاسم المملكة العربية السعودية: بحديثه عن نجد والحجاز وعسير، مع تأكيده المطلق بأنه ملتزم باتفاقية الحدود!!!.