السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٧ مساءً

محمد النازي

محمد جميح
السبت ، ١٧ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٣٨ مساءً
هناك هجمة عالمية بشعة وانتهازية تقودها دوائر إعلامية وسياسية واستخباراتية غربية وشرقية، أكثر بشاعة ضد الإسلام.

يريد من يقف وراءها بكثرة الضخ أن يجعلوا من افتراءاتهم على الإسلام حقائق معيشة يتعايش معها العالم، ويصدقها المسلمون.

لست زعيماً دينياً، ولا رجل دين، ولا أنتمي إلى أي تنظيم إسلامي، وأنا أقل من أن أترافع عن نبي عظيم غير مجرى التاريخ مثل محمد.

لكنني لا أحتاج إلى ذكاء بالغ لأكتشف غباء وبشاعة المغالطات التي يسوقها كتاب حاقدون على جانبي الأطلسي، يقولون إن النبي محمداً كان أول زعماء "الإرهاب الإسلامي".

قلت كثيراً لبعض زعماء نظرية "محمد الإرهابي أو محمد النازي"، إن محمداً كان يربط على بطنه ثلاث حجار من الجوع، ولم يكن يتزنر بحزام ناسف.

وقلت إن الذي يقول لأصحابه في الحرب: لا تقطعوا شجرة، ولا تقتلوا شيخاً ولا امرأة، يستحيل أن يرضى بقتل المدنيين.

لا يعني ذلك إطلاقاً أن النبي لم يكن يجيز الحرب كـ"حق للدفاع عن النفس"، بل كان منهاجه " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ( 126 ) واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ( 127 ) إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( 128 ) ) (سورة النحل).

ومع أن القرآن ضمن "حق الدفاع عن النفس"، إلا أنه فضل الصبر والتنازل والصفح، وجعله خيراً من الانتقام والعقوبة.

كنت مرة أجادل أحد أصحاب نظرية "محمد النازي"، وكان إسرائيلي الهوى، قال لي: محمد أمر بالقتل، قلت وداوود قتل. قال: القرآن يقول "اقتلوهم حيث ثقفتموهم"، قلت: وتعاليمكم تقول: "من جاءك ليقتلك، فاقتله". قلت له: ومع ذلك فأمر محمد بالقتل، وقتل داوود، كانا مضبوطين بضوابط أخلاقية، وهذه الأوامر والنصوص جاءت ضمن سياق عسكري حربي مفهوم.

باختصار لا يجوز أن نحمل النبي الكريم مسؤولية "داعش"، أو الحوثيين أو مليشيات ثأر الله وحزب الله، أو غيرها، لأنه مختلف عنهم بشكل كبير.

وبالمقابل لا يجوز كذلك، أن نحاكم الأنبياء وفقاً لاتفاقية جنيف لحقوق الإنسان، لأن زمنهم مختلف وظروفهم المحايثة ليست مما يمكن لمنظمة العفو الدولية رفع تقارير عنها.

أخيراً لا محمد ولا أتباعه قتلوا على طول تاريخهم أكثر من أربعين مليوناً من البشر، وهو العدد الذي قتله - خلال خمس سنوات - من يتهمون محمداً اليوم بالإرهاب.

قولوا لهذه الجوقة أن تخرس.

ستنحسر هذه الموجة الشوهاء، وسيظهر وجه محمد مبتسماً، وكأني به يردد:

كم تطلبون لنا عيباً فيعجزَكم

ويكرهُ اللهُ ما تأتونَ والكرمُ

كم قد قتلتُ وكم قد مُتُ عندكمُ

ثم انتفضتُ وزال القبرُ والكفنُ

سيذهب أبو درع وأبو جبريل وأبو المهاجر، وسيذهب دانيال بايبس، وولفوفيتس، وسيبقى "أبوالقاسم" ما تعاقبت الأيام والليالي.

لك المجد أيها النبي العظيم، وعليك الصلاة ولروحك السلام.