الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٢ صباحاً

النفط العربي تحت يد الارهاب

حسين الوادعي
الاربعاء ، ٢١ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٤٦ صباحاً
صرخنا كثيرا في زمن المد القومي "نفط العرب للعرب" لكن نفط العرب اصبح للقاعدة وداعش.
نعم..
لقد دارت الكثير من المعارك الكلامية والسياسية طوال الستين عاما الماضية حول النفط العربي.
ما الذي فعله النفط بحياتنا؟ وهل حقق تطلعات المواطنين العرب؟
ام ان "لعنة النفط" التي تحدثت عنها التقارير الغربية وصلت الى ذروتها القصوى.
في العراق وسوريا اصبحت حقول ومصافي النفط في يد داعش عملاق الارهاب الاضخم في التاريخ بدخل يومي يزيد على الثلاتة ملايين دولار.
في ليبيا بدأت داعش سيطؤتها على المدن النفطية الرئيسية؟ النفط في سبيل الله يبدا بالسيطرة على المصافي وينتهي بتحويل عائدات النفط الى سكاكين وقنابل وتصفيات جماعية ومدن محروقة عن بكرة ابيها
في المكلا بدات القاعدة ببيع النفط واستثمار عائداته في بناء قدراتها القتالية والعسكرية.
نفط اليمن صار في يد الارهاب ايضا.
كما ان غاز اليمن في طريقه الى السقوط في يد الارهاب اذا لم يتغير شيء في خارطة الحرب الاستنزافية الطويله بين تحالف الحرب الداخلية وتحالف الحرب الخارجية.
يخطط تنظيم القاعدة في الجنوب للاسنيلاء على محتفظتي ابين وشبوه. التحركات علنيه وقد تحدث عنها محافظ محافظة شبوه بوضوح.
صرخ المحافظ كثيرا طالبا من هادي ومن التحالف التنبه للخطر القادم لكن دون جدوى
خلال شهور قد يصبح المخزون الاكبر لنفط والغاز اليمني تحت سيطرة الراية السوداء.
داعش ظهرت اخيرا في اليمن.
غزوات الحوثي المقدسة اتاحت لها الفرصة لاعادة موضعت خطاب الارهاب حول "الروافض" بلا من "الصليبيين".
وقد بدأت الرسايل الدبلوماسية بين الفريقين لتجنب الاقتتال والتركيز على الثمرة التي صارت جاهزة للقطاف.
في مثل هذه الظروف تأي دعوة الامم المتحدة لاستئناف المفاوضات والعودة لامكانية الحل السياسي للازمة.
لم يعد قرار المفاوضات مرتبطا فقط بانجازات كل طرف من الطرفين المتصارعين على الميدان بل مرتبطة ايضا بالتقدم السريع للطرف الثالث (الارهاب) الذي اثبت انه يتحلى بالحكمة والذكاء الاستراتيجي لوراثة كل المتصارعين.
نعم هناك تساؤلات وتحفظات كثيرة على ما سيجري من مفاوضات، لكن الافضل ان يتفاوض الطرفان الان مع بعضهما على قاعدة السياسة بدل ان يجدا نفسها مجبران على التفاوض مع الطرف الثالث على قاعدة الاستسلام او الموت.

* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك