الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٨ صباحاً

لماذا نرفض الحوثيين ونقاومهم ؟!

سام الغباري
الاثنين ، ٢٦ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٧:٤١ مساءً
من قال أننا نكره "الحوثيين" لأماكنهم واسماؤهم وإن كانوا هاشميين يحلمون بعودة الإصطفاء المتكئ على نبوة نبي لا يعترف بهم حُـكاماً أو اشخاصاً مميزين ، أو حتى نسباً متصلاً إليه ! ، الفكرة أننا نرفض اللص ، القاتل ، المجرم ، العنصري ، التميز العِـرقي ، استخدام الدين كحق عائلي ، السحت ، العبودية .

- كل هذه الصفات السابقة مرذولة في أي مجتمع متماسك وإن كان كافراً ، لقد حارب النبي صلوات الله عليه الجاهلية ، ولم يحارب الكفر !، قاتل الجاهلية التي تمنع الحرية في اختيار ما نريد ، قَـاتَـل الظالمين الذين يرفضون حق الإنسان في تحكيم عقله ، والسؤال : هل تجوز عبادة الحجر ؟! ، قَاتَل العبودية التي تُحول الإنسان إلى كائن مقاتل أعمى بلا بصيرة أو ضمير ، قَاتَل اللصوصية التي تنهب حقك أمام عينيك دون أن تملك نصيراً يعينك لإستردادها ، لقد أُمر النبي العظيم أن يمنح الرحمة للعالمين ، وأن يرفع السيف بإذن الله لملاحقة "ابوجهل" الذي شارك في طرد المستضعفين من بيوتهم إلا أن يقولوا ربنا الله .

- لقد حرر نبي الرحمة الإنسانية جمعاء من عبودية الفرد إلى عبودية الإله القدير ، وارتفعت اسهم زيد بن حارثة وعمار بن ياسر وبلال بن رباح ، صاروا نجوماً حقيقيين في دين لا يعرف التمييز ، حتى النبي نفسه ليس مميزاً إلا بكونه الرجل الجميل الذي اختاره الله ليكون نبيه الآمر بين الناس بالمعروف والناهي عن المنكر ، الساعي إلى العدل والتقوى ، باللين والصبر ، بالإبتسامة والهدوء ، يقول لهم : إنما أنا بشر مثلكم ولكن يوحى إليّ ، أنا ابن بائعة القديد ! .

- الرسول لم يقاتل أحداً بقراره هو ، كان كل سيف يرفعه ، وكل معركة يخوضها بأمر الله ، ودفاعاً عن السلام ، ذوداً عن الحق ، نصرة للاستقرار والحقوق والمحبة والجمال والرحمة والأخلاق ، لم يكن كهنوتياً ولا داعياً لعائلة ولا ظالماً بائساً ومستقوياً لضعف خصومه ، لم يكذب ويدعي أن "عتبة" أو "أبو سفيان" يتعاونان مع الروم ، لم ينهب بيوتهم وملابسهم وبطانياتهم ومراقدهم لأنهم كفار ! ، لم يوعز إلى اصحابه أن يختطفوا "أمية بن خلف" ويعذبوه كما فعل ببلال الصامد الصابر .

- نحن نكره الحوثيين ونقاومهم لأنهم جاهليون ، ضد التعليم ، وعكس السلام ، انقلابيون ، مرتزقة ، بائعي مخدرات ، قتلة ، حجريون ، آكلي سحت ، ومصاصي دماء الشعوب ، خاطفو الأطفال ، ناهبو الحقوق ، وظالمون ، انتهازيون ، طائفيون ، يعتقدون الولاية المطلقة ، يرفضون حق الشعب اليمني في اختيار حاكمه على أساس شوروي ، قمعيون وطبقيون .

- نحن نقاومهم لأننا نبحث عن الدستور والقانون ، وهم يصيغون المبادئ الفكرية لسلالتهم الحاكمة وفق تأويل لاهوتي لنصوص دينية غير صريحة ، نقاتلهم لأنهم يريدون تحويل القرآن الشريف إلى رواية ألفها من يقولون أنه جدهم النبي ، وهو يهتف إليهم من سابع سماء "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " .
- نحن نواجههم وجهاً لوجه بالكلمة والقوة ، بالجَلد والبأس ، بالرفض والسخرية ، بالقتال دفاعاً عن النفس ، جاءونا من قراهم وكهوفهم السوداء لإستعبادنا ، وهل يُـستعبد اليمني ؟! ، هل يقرأ هؤلاء البغاة الفائضون عن حاجتنا كمجتمع من هو اليمني ؟ ، انه قلادة الصخر ، وعبق البحر ، فولاذ الأرض ، ورائحة الحقول ، انه نسيم ورد الأقحوان ، وقمح السهول ، إنه خيل النبوة ، سليل التبابعة ، ملك الكون ، إنه حمير وقتبان ومعين وسبأ وكِـنده ، إنه عِـلم زبيد واسطورة الكامل ، سيف الزبيدي ، وقصر غمدان ، فمن أنتم يا بقايا بغايا الفرس ، واحفاد الرايات الحُـمر .. هل تجرؤون ؟.

- يجب أن يسمعنا العالم ليعرف أن اليمنيون اليوم يسطرون أعظم ملاحم الفداء والصمود في تاريخ البشرية ، يقاومون المشروع الهاشمي السلالي اللاهوتي ، يواجهون العنصرية والفسق والإجرام ، يتحدون بدمائهم لمواجهة كربلاء فاشية ، يقاتلون بالحجارة والتراب والعصي والسكاكين و ماتوفر من الأسلحة لمواجهة دبابات الحوثيين وجيوشهم التي خانت العهد وقتلت الأبرياء المستضعفين في بيوتهم .

- يجب أن تسمعنا كل مخلوقات الأرض أننا ننشد الحرية لنا ، ولعيالنا ، واحفادنا ، لا يمكن أن يُـستعبد اليمنيون وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ، لا يجوز لأحفاد الأقيال ورجال القبائل الحميرية الأصيلة أن يرضخوا لدراويش الكهنة والسحرة البغضاء ، للصوص التاريخ ، ومزوري الدين ، ومفجري البيوت .

- نحن هنا ، وهنا اليمن ، هنا تعز وعدن وحضرموت ، هنا المهرة وإب وابين ، هنا ضالع الضلوع ، ومأرب الصمود ، هنا اقيال الجوف ولحج الفن والخلود ، هنا شبوة الهلالية ، ويافع التحرير ، وصعدة الشماء ، هنا عمران الفتية وذمار الذكية وريمة الفداء ، هنا حجة والمحويت ، وحديدة الساحل الطيب ، هنا زرانيق الصخر والوادي ، هنا الرجال الذين ادهشوا العالم ورافقوا النبوة واقاموا الدين والدولة ، هنا الأشعري وعبادة بن الصامت رجل بألف رجل ، هنا القعقاع بألف فارس ، هنا أصغر النقباء أسعد بن زرارة ، هنا خولان بن عامر ، هنا مراد ، والجدعان ، هنا الملايين هبت من مضاجعها تطغى وتكتسح الطاغي وتلتهم ، هنا صنعاء .. فهل تسمعون ؟

- هل تسمعون يا لقطاء الحواري ، وعائلات الجواري صرخة اليمني من على جبال صبر وعيبان وردفان ، وفوق مآذن المدن ، ليس لكم مكان في بلادنا ، هذه هي اليمن بلد الطاهرين ، بلد كالمحيط يلفظ الجاهلية كما تـُلفظ الجيف الميتة ، وينهار المسوخ أمام الحقيقة والضوء ، ستهربون إلى جحوركم وكهوفكم مثل اي خفاش مقزز يخشى أن تلسعه اشعة الشمس ، نَـحْنُ الَيمَاْنِيوُن تَطَاوَلَ اللَّيْلُ عَلَيْنَا دَمُّونْ ... دَمُّونُ إِنَّا مَعْشَرٌ يَمَانُونْ وإِنَّنَا لِأَهْلِنَا مُحِبُّونْ