السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٢ مساءً

عن الآليات العسكرية للتحالف التي دخلت تعز، وحديث الحسم فيها

وئام عبد الملك
الاربعاء ، ٠٤ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٣:٣٩ مساءً
ما إن وصلت قبل يومين بضعة آليات عسكرية تابعة لقوات التحالف العربي إلى جبل صبر عن طريق مشرعة وحذنان، التقط العشرات من المواطنين الصور أمام آلات الموت تلك بعد أن تصالحوا معها، وتناسوا كل الألم الذي سببتها لهم مثيلاتها على أيدي المليشيا، بعد أن نالوا نصيبهم من الوجع الذي كان كريما معهم للغاية، وخلفته هذه الحرب في أرواحهم وأجسادهم، واختطفت من بينهم أحبتهم، واغتالت أحلامهم، وصحيح بأن كلمة( تحرير) تخيفهم، لكنهم يريدوا الخلاص وكيفما اتفق.
توقع المئات بأن هذه الآليات العسكرية هي لعملية تحرير تعز، بعد أن شاهدوا من قبل في عدن وصول آليات كتلك ثم تم تحرير عدن، لكن لم يتم تأكيد خبر الحسم العسكري في تعز حتى اللحظة، على الرغم من تصريح الناطق باسم الحكومة راجح بادي الذي قال بأن عملية تحرير تعز ستنطلق خلال الساعات القادمة، وكان هذا التصريح قبل يومين، وفئة كبيرة من المواطنين، بعد أن سمعوا حديث الحسم والتحرير والخلاص أكثر من مرة، لم يعودوا يؤمنوا بهذا، حتى يروا بأنفسهم ذلك.

وما إن علم العشرات من سكان المدينة بخبر تحرير المدينة، بعد وصول بضعة آليات عسكرية، قرروا النزوح، سواء من الأماكن التي يتواجد الحوثيون فيها، لأنها ستكون منطقة صراع، أو من وسط المدينة، لأنهم يتوقعون وكما اعتادوا أن تقصف المليشيات التابعة لصالح والحوثيين المدينة بشكل عشوائي، أصبحوا يدركوا تماما معنى النزوح الذي اضطروا إليه من قبل كثيرا.

وبعد وصول الآليات العسكرية إلى جبهة صبر والضباب، وحين لم يعقب هذا أي أمر، بدأت التكهنات تجد لها طريقا هنا وهناك، وتوقع البعض أن يكون هذا مجرد دعم اعتيادي، للقيادي في المقاومة السلفي أبو العباس، الذي أصبح الدعم للمقاومة مؤخرا من السعودية يأتي إليه، بعد أن كان يصل إلى الشيخ حمود سعيد، ولم ينقطع الدعم عن الأخير، لكنه لم يعد كما كان، ربما تكون المملكة العربية السعودية بحاجة إلى قيادي في المقاومة تضمن ولاءه، أو لا يثير تذمر بعض الدول المشاركة في التحالف لانتمائه مثلا.

إن معركة تعز معركة صعبة بعض الشيء، لكن في المقابل دول التحالف ربما تجد صعوبة بالغة في ذلك، لأن المعركة لن تكون سهلة، فهي بحاجة لتحرير مناطق كثيرة حول تعز، فمثلا إذا قررت أن تأتي عن طريق عدن، وكذلك الأمر إن تم تحرير منطقة الحوبان، فتلك منطقة مترامية الأطراف، أو أنها غير جادة في عملية تحريرها، وهذا ما يؤكده بعض الرجال الذين شاركوا مؤخرا في معركة تحرير القصر الجمهوري، فالمقاومة لكي تكسب المعركة كانت بحاجة إلى غطاء جوي يحمي ظهورها، من المقاتلين الذين تمركزوا في التباب المحيطة بالقصر، ومن المؤكد وكما يعلم الجميع فتعز هي المدينة التي سيتم تأمين عدن من خلالها، وبدء معارك تحرير أوسع وأشمل في عموم اليمن.

إن دعم التحالف بالسلاح للمقاومة في تعز غير كافي، وأكثر ما تحصل عليه المقاومة هو رصاص بالآلاف، والمقاومة في تعز إمكانياتها متواضعة كثيرا، وعلى الرغم من ذلك في تحرز تقدما من حين لآخر، وتحافظ في أكثر الجبهات على المناطق الواقعة تحت سيطرتها، كلما طال أمد الحرب لا تصبح المقاومة على قلب رجل واحد، والتطرف يكبر حجمه.
باختصار معاناة الناس تتفاقم، ووطننا في احتضار، وخبر الخلاص لا تظهر ملامحه بعد، لكن لجوء المليشيا لعملية تلغيم المناطق التي تتواجد فيها، قد يكون مؤشرا على أنها تستعد للمعركة المتوقع حدوثها يوما ما.