الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٦ صباحاً

أوجعتنا يا نائف !

راكان عبدالباسط الجبيحي
السبت ، ٠٧ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ١٠:١٩ مساءً
على نفس السياق باختلاف احرف النداء المشار إليه.. كتب الشهيد الشيخ #‏نائف_الجماعي بعض من ابياته وأديباته المنفردة بأعذب الاحرف المزخرفة بالجمال والاناقة وحسن السياق.. والاسلوب الرائع.. مخاطباً إيها شهيد المقولة الشهيرة "لاتقبروناش" الذي قالها الطفل فريد بنبرة وجع وآلم لما انغرس في كاهله وكاهل تعز والوطن من ألم ومعاناة لدفن آخر أمنياته .

كنت لا زلت على فراش الضنك.. اصارع ذلك الوجع الخبيث الذي فتك بتعز وفتك بأبنائها.. تلك المدينة التي يقتلها الحصار والقصف المتطفل من جحافل التمرد. تلك المدينة التي تعيش كل لحظاتها فزع الموت المفاجئ بقذائف المليشيا.. وتصحوا على مجازرهم المباغتة باستمرار .

كنت لا زلت كما اقاوم.. متماثلاً الشفاء.. تماماً كما هي تعز تقاوم وتصحوا رغم الالم ورغم المعاناة والخناجر التي تنغرس في خاصرتها سواء من قبل المليشيا بوجهاً مباشر او بخذلان هادي.. وبحاح الذين لم ينظر الى من ساندوهما ووقفوا بجانبهم ونشدوا مقاومة المتمردين وكانوا أول المصطفين الى قارب الشرعية .. لكنكم حتماً لن تمورا بخذلانكم .

لقد هبّ إليّ خبر استشهاد الرجل الاقتصادي والشاعر والشيخ نائف الجماعي كالصاعقة المباغتة.. كان الخبر كغصة وقفت على حلقومي.. لم اتمالك نفسي للحظة . محاولاً في ذات الوقت ان اهب لنفس بعض ادوات الكذب بانعكاسات الخبر . ليس لاستشهاده فحسب فهو فضّل ان يكون في مقدمة الصفوف ويناضل من اجل الوطن. بل ان يستشهد على يد اولئك الحمقى.. اولئك المعتوهين اولئك المرذلين المتغطرسين .
ترك خلفه كل شيء.. ترك منصبه الذي كان يشغله واعظم منصب اداري واقتصادي في احد اضخم البنوك.. رفض المكوث في منزله الفاخر. فكان ذلك المنزل هدفاً لاستهدافه حيث تم تفجيره من قبل المتمردين .

سلك شيخ الشهداء.. طريق الدفاع عن الوطن.. في وقت تلاش الجميع هاربين من شظايا الخوف خشية الوقوع في مصيدة الوجع ذاته ممن هم يتنعمون في الخارج.. وبين هامات البرروج والفنادق .

لقد ربحت.. وخسروا هم.. فزت ورب الكبعة.. وخسروا هم. وسيندمون.. سيندمون لانهم تركوك وحيداً تقاوم وتناضل لأجل الوطن تحت رايتهم. ناضلت وحاربت ودافعت عن شرف الوطن من استباحة المليشيا. فكانت لك بصمة في تعز التي لا تزال تسلك نفس الطريق وتسير على نهجك.. ولم تتنثر في ذلك بُداً.. ثم انطلقت الى مسقط رأسك لتقاتل جحافل التمرد في بعدان . وانتقلت بعدها الى دمت لتعانق بركات السماء. ولترتي شهيداً بإذن الله..

يا الله أي فخر هذا .. وأي عزة واستكبار.. أي شهادة اعظم من ان تنال شهادة الاستشهاد في معركة الدفاع عن الوطن معركة حق ،، معركة نضال وصمود .
لقد اوجعتنا يا نائف.. آلمتنا. وتألمنا لفراقك.. لكن لا حاجة في الاعزاء ..

سأخلع رداء العزاء ،، وسأرتدي ثياب الشجاعة ، لكي أقاوم وجع فراقك..

أيها الشهيد الشاعر والشيخ الحي.. سيبقى ذكراك خالداً فينا.. وستبقى انت هُنا في روح الوطن وارواح الاحرار ساكن ،، وإنّا على دروب نضالك سائرون نحو اجتثاث جحافل التمرد ، ورسم خارطة الدولة الجديدة التي من اجلها نشدت روحك.. وسقت الأرض من دمائك ، وروت الحياة عطر النصر من فوح استشهادك الذي سيكون مفتاح للنجاة من المتمردين.. والخروج بالوطن الى بر الأمان .!!