السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٥ صباحاً

السعودية.. رأس حربتنا كعرب!

حسن الفقيه
الثلاثاء ، ٠٥ يناير ٢٠١٦ الساعة ١١:٠٣ صباحاً
كانت كل الوقائع والمعطيات والشواهد تقول أنه لا بد من وضع حد للغطرسة والعربدة الإيرانية في منطقتنا العربية، أو على الأقل صفع نظام ولاية الفقيه على وجه ، بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وجاوز الربى.

إن عداوتنا كعرب مع دولة الفرس في إيران عداوة تاريخية قديمة ، تعود إلى الأيام الفاروق عمر رضي الله عنه الذي كسر شوكة الفرس، ولذا فإنهم من حينها ما يبرحون يخططون ويتآمرون بنا كعرب من حينها، ولن تنتهي هذه العداوة حتى.
إيران ليست مجرد دولة ، بل عبارة عن سرطان وجد في منطقتنا العربية، فهي تريد أن تلتهم وتسيطر على بلداننا كعرب واحدا تلو الأخر، وقد نجحت في السيطرة على أكثر من بلد، إن هذه الدولة الحاقدة الماكرة، لا تقل خطرا عن إسرائيل، في تحتل أرضا لنا احتلالا مباشرا، وتحتل دولا بأسرها عبر أذرعها وعصاباتها، فلماذا نخجل اذن في رفع صوتنا بوجهها ولماذا نتوارى عن قطع علاقتنا بها كعرب بعد أن مسنا وأهلنا الضر منها.

إن ما فعلتها السعودية من قطع علاقتها بهذه الدولة إرهابية الطائفية، يعد فعلا ناجعا وبطوليا خارق، في توقيت حساس ومهم تمر بها الأمة العربية، إذ كيف نحارب أذرعها وعصاباتها في بلداننا ولم نصفع أو نوجع من يغذيها ويدعمها!

إن السعودية اليوم هي رأس حربتنا كعرب، بل كمسلمين ، وآن لكل عربي يحمل في جيناته نخوة وعزة وشهامة ومروءة العربي أن يصطف إلى جانب هذه الدولة التي جاءت لتحررنا من عبودية الفرس وصلفهم وعنجهيتهم.

لقد كانوا يقول المرجفون أن للسعودية لاتجرؤ على مواجهة ايران وجها لوجه، واثبت اﻻيام أكثر من هذا، لقد فعلتها السعودية بكل حزم وعزم وشجاعة واقتدار، فشاهت وجوه المرجفين ومرغت انوفهم في الطين والوحل.


لقد بدأ الرهان:هل ستعدم السعودية النمر أم لا، فكسبت السعودية الرهان وأعدمت رجلا متطرفا كان يدعم ويحرض على زعزعة الأمن والا ستقرار والتحريض على الفوضى والتخريب، لم يكن زعيما سياسيا مسالما كما تدعي إيران وأبواقها، بل كان في الحقيقة يشبه إلى حد ما زعيم الحوثيين الصريع حسين الذي قاد التمرد على الدولة، ثم لم يتم إعدامه لأنه شيعي فقد فأكثرية من تم إعدامهم من السنة، إذ أن الأمر هنا ليس متعلقا بسنة وشيعة بقدر تعلقه بحفظ الأمن والأخذ على أيدي المخربين والعابثين.

فما الذي هيج إيران وأتباعها على هذا النحو، لقد ظهر رد الفعل الإيراني نزقا وسافرا مخالفا لكل الأعراف الدبلوماسية.

لقد عرف العالم أن إيران هي من صعدت حيث سمحت لمواطنيها من اقتحام السفارة السعودية في طهران وإحراقها، في خرق واضح للأعراف الدبلوماسية ، ليأتي رد السعودية منطقيا وقاصما وحاسما بقطع العلاقات مع دولة لم ترعوي يوما في احترام الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

إن المعركة والمواجهة بدأت اﻵن بيننا كعرب ومن معنا من حلفائنا، وبين إيران وحلفائها، فليس منطقيا أن نظل نكتوي بنيران هذه الدولة المارقة دون أن نحرك ساكنا.

وإذا كانت ايران قد اتخذت من بني جلدتنا عبيدا واتباعا لها ينفذون اجندتها ومشاريعها ولو على خراب بلدانهم، فمن العار والجبن اللا نصطف خلف دولة تقف اليوم رأس حربة في مجابهة ومواجهة هذا المشروع السلالي الطائفي الدموي الهدام وجها لوجه.

فإلى متى سنظل ك القطيع لا نحسن الدفاع عن انفسنا، وإلى متى سنظل نتلقى الضرباب دون أن نردها عن أنفسنا.

لقد أحسنت السعودية صنعا في فعلتها هذه، وما يذهب إليه البعض أنها تهورت في هذا فليس صحيحا، والعكس صحيح، فدولة إيران كل ما يمكن لها أن تفعله هو التهديد والوعيد عبر وسائلها اﻻعلامية المختلفة، إذ لايمكن أن تخاطر بنفسها وبمصالحها لاجل أذرعها في المنطقة، فستتركهم نهاية الأمر حين تجد نفسها بين خيارين اما مصالحها وأما أذرعها ومقاوليها!

وأما السعودية فقد أوجزت في صفعها وإيلامها وصدمها في قطع العلاقات، وهناك صفعة أخرى لا تقل حجما عن الأولى، وهذه الصفعة تكمن باستعادة العاصمة الرابعة من أيدي حلفاء إيران اليمنيين، وستهوي الصفعة الأخرى على خد هذه المتغطرسة المتجبرة، وأن غدا لناظره لقريب.