الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٠ مساءً

ما من مفاجأة تعيق التقدم نحو صنعاء

ياسين التميمي
الخميس ، ٠٤ فبراير ٢٠١٦ الساعة ١٢:٣١ مساءً
القوات الحكومية ومعها المقاومة يقتربان كثيراً من صنعاء، لا توجد مفاجآت كبيرة بانتظار هذه القوات، ولن يضع الانقلابيون في طريق تقدمهما عقبات وعراقيل، وليس ثمة "خط ماجينو"، وأقصد به خط الدفاع الفرنسي الشهير على الحدود مع ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية.
كل المفاجآت والمواجهات الشرسة التي أعدتها قوات المخلوع صالح وهي من قوات النخبة، وكذلك الكتائب الفدائية للحوثيين، قد استنفدت تقريباً في خطوط الدفاع الرئيسية في مأرب والجوف وأخيراً، في فرضة نهم، حيث دارت أشرس المعارك بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة ومتمردي الجيش السابق الموالي للمخلوع وميلشيا الحوثي.
الطريق إلى صنعاء لن يكون سهلاً، هذا مؤكد ولكنه ليس مستعصياً بل أن المرحلة التالية أهون بكثير من المرحلة التي قطعها الجيش والمقاومة حتى هذه اللحظة.. تراجع تأثير المحيط القبلي لصنعاء، إلى مستوى الصفر، بعد أن أدرك الجميع أن صالح سلمهم إلى النسخة الأكثر سوءا من دعاة الإمامة المقبورة.

يراهن المتمردون على معركة طويلة ومعقدة في صنعاء، أو تحويل المواجهة إلى حرب عصابات واستنزاف. وشيءٌ من هذا إن حدث فلن يطول، ربما قد يتورط المتعصبون من أعضاء الميلشيا الحوثية، الذين تلقوا تدريبات وتأهيلاً حركياً عقائدياً، في عمليات من هذا النوع، لكن لم يعد يتبقى منهم الكثير فقد هلكوا في الحروب التي صدرتها الميلشيا إلى مختلف المحافظات وخصوصاً تعز وعدن.

تقدمُ الجيشِ الوطني صوب صنعاء، يحمل معه الكثير من الأمل للناس في هذه المدينة المنكوبة بالميلشيا وبالحقد الأسود للمخلوع صالح، جهود استئناف المشاورات توقفت تقريباً، ولم تعد تملك الحافز للاستمرار في ظل التطورات الكبيرة في المسار العسكري وخصوصاً في محيط صنعاء.
لن يتملك الناس التوجسُ والقلق الشخصي، من تقدم الجيش والمقاومة صوب صنعاء، ولن يقلقهم سوى السلوك الذي قد تلجأ إليه الميلشيا بحثاً عن فرصة أخيرة للنجاة والأمل في تحقيق نصر لم يعد ممكناً أبداً..

القلق الشخصي الذي شعر به معظم سكان صنعاء في اللحظات التي تقدمت فيه كتائب الميلشيا مدعومة من جيش عفاش الخائن، لن تتكرر أبداً، لأن الجيش الوطني سيأتي لكي يحمي كرامة الناس، وينهي الفوضى، ويفرض القانون، ويأخذ بيد الجميع، ويعيد إليهم الأمل بإمكانية العيش بسلام في عاصمتهم صنعاء وفي بقية أنحاء البلاد.

سيبقى التحدي كامناً في الإرث السيئ من التعصب والاحتقانات المذهبية والمناطقية التي زرعتها الميلشيا، لكن حتى هذا الأثر سينتهي فور شروع الدولة بسلسلة إجراءات لاستعادة الحياة الطبيعية، وإعمال القبضة الحديدة على كل من يذهب باتجاه إثارة هذا النوع من النعرات.

بطبيعة الحال لن تستقيم الحياة بدون إعمال العدالة في كل الذين انتهكوا الحقوق واستباحوا الدماء، لا يمكن أن يقال لهؤلاء شكراً لكم ، عودوا إلى منازلكم.. هؤلاء يجب أن يخضعوا لمحاكمة عادلة لا تحتمل أي تأويل سوى تطبيق العدالة ومقاصدها.
صنعاء هذه المدينة الجميلة التي حطمها صالح بسوء تخطيطه وبعشوائيته وأهانها عندما ساعد القطعان الحوثية على استباحتها، تستحق من اليمنيين العناية بها أكثر واستعادة بهائها والاستثمار في إعادة تخطيطها وفق منظور حديث ورؤية جمالية جديدة.. يجب أن نفكر بالمستقبل بروح متفائلة.. وندفن التشاؤم قدر استطاعتنا..

مرحباً بالحياة....