الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٤ صباحاً

إشارات مضيئة من ‏تعز

مارب الورد
الاثنين ، ١٤ مارس ٢٠١٦ الساعة ٠٣:٤٨ مساءً
تسليم المقاومة الشعبية بشكل سريع وسلسل لمقر اللواء 35 مدرع ومباني جامعة تعز ومقرات نادي الصقر وإدارة شرطة مديرية المظفر،إلى قيادة الجيش الوطني ممثلة بالعميد الركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع بعد مرور 24 ساعة على الانتصار في الجبهة الغربية,وأمام وسائل الإعلام وحشد من المواطنين الزائرين وفي وضح النهار انجاز وطني لا يقل أهمية من الانتصار العسكري.

نحن أمام مقاومة مسؤولة وعلى قدر عالي من الإحساس بالمرحلة وخطورتها علاوة على أنها تؤكد فعلا أنها مقاومة تسعى لتمكين السلطة الشرعية من فرض سلطتها واحتكار سيادة القرار على الأرض.

لا مجال هنا للانتهازية واشتراط تسليم المواقع بمطالب معينة مهما كانت مشروعة كما رأينا في #‏عدن للأسف,لأن المقاومة التي ضحت بالأرواح ويعيش أفرادها بلا رواتب أو مصاريف لا يمكن يقايضوا الحكومة الآن بما يجب أن تقوم به نحوهم في مرحلة لاحقة بعد استقرار الوضع,وهذه هي التضحية الوطنية التي تغلب المصلحة العليا على ما سواها.

هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها المقاومة في #تعز هذا النموذج الراقي من تقدير قيمة الدولة وضرورة دعم المسؤولين المعنيين بالأمر,حيث ارست هذا التقليد في شهر أغسطس الماضي عندما سلمت المواقع المدنية والعسكرية فيما يُعرف بالمربع الأمني للمجلس العسكري.

هناك دلالة من حيث التوقيت والمعنى في هذه السرعة وهي من حيث التوقيت ردا على شائعات الانقلابيين المهزومين والمرجفين الذين يزعمون في سياق تبرير هزيمتهم أن من يسيطر على هذه المواقع هي جهات أخرى من جماعات العنف والمقاومة ترد بالواقع أن لا وجود إلا لقيادة الجيش المعينة بقرار جمهوري ونقصد هنا بالعميد الركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع الذي حضر بنفسه واستلم اللواء.

من حيث المعنى والمضمون فيمكن قراءة رسائل متعددة منها للداخل للمقاومة في المحافظات الأخرى تذكرها بأنها حالات طارئة فرضتها ضرورة اللحظة والانقلاب ودورها لا يتجاوز حماية الناس وتمكين السلطة الشرعية من فرض هيبتها.

كما أنها رسالة للرئيس وحكومته بأن المقاومة تعمل لأجل الشرعية وها هي تثبت هذا بمواقفها العملية وهي في كل الأحوال لا تطلب شهادة من أحد على حسن سيرتها وسلوكها.

ويمكن القول أيضا أن المقاومة أرادت أن توصل رسالة بأنها منضبطة وتحت قيادة واحدة وليست فصائل متناحرة يغلب بعضها مصلحته على الصالح العام وتخاطب الخارج أنها بسلوكها الآن تبدد أي مخاوف من إمكانية تكرار بعض النماذج المؤسفة في مناطق أخرى.

هنا عمل مشترك بين المقاومة والجيش الوطني ولن تجد فرقا ولا خلافا كبيرا ولا تنازع في القيادة أو النفوذ وكل منهما يعمل مع الآخر للهدف العام وبهذا يمكن دمج أفراد المقاومة بسهولة في الجيش والأمن وستختفي بعد عملية التحرير ولن تكون إلا عونا لسلطة المحلية.

تعز تقول إنها كما كانت وكما يثق بها اليمنيون تحمل المشروع الوطني والدولة المنشودة ولن تخذل كل من يعلق الآمال عليها بالتغيير أو نشدان النموذج الراقي في مرحلة التحول من الحرب إلى السلم.