الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٣ مساءً

وداعاً رفيقي محمد اليمني

محمد سعيد الشرعبي
الاربعاء ، ٢٣ مارس ٢٠١٦ الساعة ٠١:٠١ مساءً
من الصعوبة رثاء صديق استثناء، ورفيق درب شامخ المواقف، عتيد الإرادة بنقاء الشهيد الخالد محمد اليمني.

فمن عرفه عن قرب سيدرك حجم خسارتنا مناضل جمهوري عاش أحداث الثورة والمقاومة بروح نقية، وعبر عنها بمواقف صريحه، ولم يكترث بأحد.
عرف اليمني بموقف صلب في دروب ثورة 11 فبراير، وكان أبرز الشباب الذين آمنوا بالثورة، وعملوا بصمت بهدف تخليص البلد من السفاح.
بداية تأسيس ساحة التغيير بصنعاء، عمل محمد مع الشباب على إشعال نيران الغضب الشعبي بصدق ثوري تعجز العبارات عن وصفه، وظل ممسكا بجمرة الثورة حتى آخر لحظة في حياته.

تقدم الشهيد محمد مسيرات الثورة، و غامر بروحه في توثيق جرائم بلاطجة المخلوع ضد شباب الثورة خلال عامي 2011، 2012.

واجه معنا خطر الموت، ولم يرتد عن مواصلة درب الثورة، وعمل في تغطية فعاليات وأنشطة الثائرين بعيداً عن الحسابات الأنانية التي تعصف بأي فعل ثوري نبيل.
كان شهيد الحرية محمد يختلف مع أي شاب يعتبره خطراً على مواصلة درب الخلاص من السفاح صالح، ولم يحقد على أحد، ويتعامل مع جميع شباب الثورة بروح كبيرة.
اختلف كثيراً مع لجنة النظام في ساحة التغيير، وتظاهر ضد الأحزاب في الساحة، واعتصم بصدق ضد إهمال حكومة الوفاق جرحى ثورة 11 فبراير، ولم ينساق خلف الثورة المضادة.

تساقطت الأقنعة، وتسابق الإنتهازيين على مصالح شخصية، وذعر الجميع من إنتقام السفاح المخلوع، لكن اليمني الأصيل ثار من أجل إنهاء مأساة معتقلي الثورة في السجن المركزي بصنعاء.

بعد ذلك تدافعت المصائب على البلاد، وغابت روح الثورة، وذهل اليمنيين مما حدث، وتساقط الجبناء في وحل الإنحياز للإمامة، فيما محمد ظل كالجبل، ولم يهتز موقفه الثوري.
ومن اليوم التالي لإجتياح جماعة الحوثي العاصمة صنعاء، شارك معنا في إشعال نار الثورة السلمية ضد المليشيات الحوثية، ولم يهرب كحال أغلب معارضي الإمامة.
وبشجاعة وثق محمد مسيرات حملة (من أجل وطن آمن)، وعبر عن شرف الانتماء للحملة باعتبارها أول مكون شبابي ثار ضد المليشيات، وشعارها في غلاف صفحته في الفيسبوك تبين ذلك.

اتسعت مسيرات الثورة السلمية ضد مليشيات الحوثي في اليمن، وشارك الشهيد محمد في تغطية مسيرات حركتي (رفض، ولا للإنقلاب)، وكان من روادها حتى نهاية العمل السلمي ضد الإنقلاب.

والأهم في مشواره، خاطر الشهيد اليمني بروحه من أجل توثيق جرائم مليشيات الحوثي ضد الإنسانية في (صعدة، وعمران، والبيضاء) حين خذل الجميع أحرار تلك المحافظات.

وبعدما أشعل صالح والحوثي نار حربهم الإنتقامية من الشعب بداية 2015، ضاقت صنعاء على محمد، ولم يجد خيار أفضل له سوى الإلتحاق في مقاومة تعز.
وعمل الشهيد محمد اليمني مع بقية الشباب الثائر على توثيق جرائم حرب مليشيات الإنقلاب في تعز، وهو واحداً من بين قلة مصورين شاركوا في تغطية أغلب معارك تحرير المحافظة.

وبحكم إخلاصه في تحرير تعز، قربه قائد المقاومة حمود سعيد المخلافي منه، ومع مرور الأيام، أصبح اليمني أكثر ثائر يرافقه في تحركاته داخل وخارج المدينة. .
ويتميز محمد اليمني بخدمة الناس، ونكرانه للذات، ويبتعد عن الحقد الشخصي والسياسي ضد الآخرين مهما اختلف معهم، وهذه أخلاق الكبار.

وكان محمد يرفض نشر صورته الشخصية في مواقع التواصل الإجتماعي من بداية 2011، إلى آخر يوم في حياته، وكان لا يعرف أحد اسمه الحقيقي.
ومع ذلك، نشرت أمس بصفحتي أسمه الحقيقي، وأعيد نشره هنا للتاريخ، (محمد محمد غالب المجيدي)، ومكان ميلاده (قرية الصنع، منطقة الأمجود، مديرية شرعب السلام تعز)، وهو أب لخمسة أطفال .

كنت سأتحدث عن روحه الثورية، وبساطة حياته، وسيرة كفاحه المشرق مع الشعب، فوجدتني غارقاً وسط بحر حزني عليه، واكتفيت بما سبق.