السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٦ مساءً

استسلام الحوثيين

جاسر الجاسر
السبت ، ٢٦ مارس ٢٠١٦ الساعة ٠٨:٥٦ صباحاً
تنفـس اليمنيـون الصعداء بعد إعلان جماعة الحوثي قبولها تطبيق بنود قرار مجلس الأمن رقم 2216 والذي يقضي بوقف العمليات القتالية وإلقاء السلاح وتطبيق المبادرة الخليجية ومخرجـات الحوار الوطني.

قبول الحوثيين بتنفيذ بنود القرار الأممي كان متوقعاً بعد سلسلة الهزائم التي مُنيت بها قواتهم المتحالفة مع قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والتي تواصلت وآخرها فقدانهم لمحافظة تعز، مع تزايد مؤشرات قرب هزيمتهم في العاصمة صنعاء التي أصبحت محاصرة من جميع الجهات، وبعد انضمام القبائل اليمنية المحيطة بالعاصمة إلى القوات الشرعية.

ويُفسر المتابعون ما يجري في اليمن أن خضوع الحوثيين والذي يُشابه الاستسلام مرده إلى جملة من التطورات من أهمها:

1 - توالي الهزائم العسكرية التي تعرضت لها مواقع الانقلابيين من تجمعات مليشيات الحوثيين ومعسكرات قوات الرئيس علي عبد الله صالح، وبالذات مقرات ومعسكرات ألوية الحرس الجمهوري الذي ظل موالياً للرئيس المخلوع.

2 - الأزمة المالية التي تعاني منها الإدارات والمناطق التي تخضع لحكم الانقلابيين سواء في العاصمة أو المحافظات الشمالية بعد استنفاد ما كان موجوداً لدى البنك المركزي اليمني وتقلُّص الإمدادات المالية التي يقدمها نظام ملالي إيران للانقلابيين، وقد نشبت نزاعات عديدة بين الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بعد قطع الأموال عن جنود الرئيس المخلوع، وتقليص ما كان يُدفع لقادة الوحدات العسكرية التي تمردت على الشرعية، وهو ما دفع كثيراً من الوحدات العسكرية المتمردة لفك ارتباطها بالحوثيين ومحاولة العودة إلى حضن الشرعية طمعاً في الأموال.

3 - أيضاً تقلُّص وقلة الأموال جعل الحوثيين يقطعون أو يقللون من دفعهم للأموال لشيوخ العشائر والقبائل، وبالذات التي تحيط بالعاصمة صنعاء، مما جعل تلك العشائر تستجيب لمن يدفع أكثر، وهو ما فعله الفريق الأحمر الذي عُيّن نائباً للقائد العام للقوات المسلحة اليمنية والذي يعرف كيف يتعامل مع شيوخ العشائر المحيطة بالعاصمة صنعاء، والذي استطاع أن يستميل معظم شيوخ تلك العشائر إن لم يكن جميعها.

4 - قلة الأموال وانضمام العشائر المحيطة بالعاصمة صنعاء، وتذمر القوات العسكرية الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وطلب الكثير منهم العودة إلى حضن الشرعية، وتوالي الهزائم العسكرية في المناطق المتعددة، وبالذات محافظة تعز ومأرب والجوف، جعل من مسألة تحرير العاصمة صنعاء، مسألة وقت، وأن السلطة الشرعية ليست بعجلة من أمرها لأنها تريد أن تتم عملية تحرير العاصمة بأقل التكاليف، وخصوصاً تقليل الخسائر البشرية، فضلاً عن الحفاظ على ما تبقى من البنية الأساسية.

5 - كل هذه التطورات والتي فرضت متغيرات كثيرة، بدأت السفارات المتواجدة في صنعاء، والأطراف الدولية التي لا تزال تتعامل مع الحوثيين والانقلابيين يضغطون بقوة عليهم، بعد أن كانوا في السابق يقدمون النصح فقط، وهذه المرة أبلغوا الحوثيين بأنهم لا أمل لهم مطلقاً في الحد من انتصارات الشرعية، وأنهم يقدمون على انتحار سياسي وحتى وجودي إن هم بقوا على مواقفهم الرافضة بالقبول بقرارات الأمم المتحدة والمبادرة الخليجية التي تتيح لهم ممارسة دورهم السياسي الذي يتناسب مع حجمهم الحقيقي دون أن يكونوا أدوات لقوى أجنبية لا تريد الخير لليمن واليمنيين.

"الجزيرة"