الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٢ مساءً

ماالذي كان بوسع الدكتور ياسين فعله ولم يفعل ؟

محمود ياسين
الثلاثاء ، ١٢ ابريل ٢٠١٦ الساعة ٠٥:٥٣ مساءً
انا واحد من الذين كتبوا - بتهذيب الابن - كيف انه عليك التحرك يا ابانا الذي في المدينة الليبية .
ارسل الي يومها يخبرني هذا : ما الذي قد يفعله الحزب الاشتراكي او ياسين في فوضى كهذه ؟ كان في لهجته رنة عتاب تخلوا من ابوية لكنها لصديق يخبر صديقه ما معناه : انت تعرف الذي يحدث .

وصل بنا الامر حد الانخراط في اشتراكية محبة الدكتور ، نحن الذين لم نحضر اجتماعا ولم نتبرعم ضمن شبيبة فتاح لكننا مثلما هو حال الاحلام التقدمية التي بلا وجهة ولا مشروع ولا مرجعيات ، تلفتنا ووجدنا الدكتور ، والقينا على كاهلة عبئ لحظة صعود العصبويات والجماعات ، وهو كان محاطا بمثقفين وتقدميين وابناء مناضلي يسار ومكتبات لا تزال تحاول استيعاب "رأس المال" ، حزب لديه رأسمال مزيج من ابنائه المثقفين ومن قوارض الكتب ومن ربطوا ذهنيا بين الحزب والحقوق المدنية ، تربى بعضهم في اقسام الاصلاح الداخلية وفي بيوت ومقايل زمن القومية الجميل ، بينما لم يرث كل هؤلاء حزبا واداة قادرة على الفعل وانما سمعة تقدمية ومحبة لرجل لربما كان مضطرا للاهتمام بصحته بعض الشيئ وقد ادرك ان التنظيمات السياسة تشيخ اسرع من امناء العموم وان الشباب يحتاجون مشروعا وطنيا يحمل احلامهم وليس رجلا لم يكن بوسعه حمل كل ذلك العناء .
يتفوه البعض بالمبالغات مختزلين تاريخ رجل كهذا في تهمة فجة "مقايضة تاريخ الحركة اليسارية بسفارة في لندن ، او مقايضة تاريخه الوطني بمنصب دبلوماسي ، حاول الدكتور اشياء كثيرة واغفل بعض الامكانات لكنه بوغت مثلنا جميعا وقد انهكه الشتات فاختار لنفسه منفى اختياريا استكثره البعض بقسوة .
كان في مرحلة ما اكثر السياسيين تمتعا بالود والثقة الشعبيين لكنه كان بلا وعاء ولا خط يمكنه من تحويل ذلك الى قوة فعل في واقع يتحكم به المتحمون بالسلاح وبالجماعات ، وانا لا املك حق اسقاط التساؤلات وان اهجوا الرجاء الذي كان ، لكنني اتسائل مجداا : ما الذي كان بوسع الدكتور فعله ؟
ولقد انقسم المحبين بين محاكمة الدكتور ومحاكمة الحزب ، والحزب بدوره انقسم بين عدة مهام ، ليس من بينها أي مهمة يسارية .