الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٩ صباحاً

غياب النظرة العميقة للقيادة التي تخوض الحرب مع الحوثي

غائب حواس
الاثنين ، ٢٠ يونيو ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٥١ مساءً
القيادة التي تتولى إدارة المعركة مع مشروع الحوثيين في اليمن ـ مع الأسف ـ لا ينظرون للحرب تلك النظرة العميقة التي تتطلبها خطورة الموقف ، بل ينظرون إليها نظرةً سطحية لأنّ الحرب التي تدشنها جماعة الثورة الخمينية في اليمن متعددة الأبعاد وأيسرها تلك الهجمات التي تنفذها على حدود جيران اليمن أو على المدن في الداخل مهما كانت الضحايا والخسائر الناجمة .

لكنّ هناك بُعداً ومساراً آخر أبعد وأخطر لحربهم هذه هي عملية الحرث والفرز والتغيير الديموغرافي للمساكن والسكان من خلال إعادة بناء وتوزيع خارطة الإسكان حول العواصم على أساس طائفي عنصري وعسكري حربي ، وتوطين عناصر حركية بأُسَرِهم في هذه المربعات بهدف عسكرة الحزام السكني حول العاصمة بالذات .
و الأهمُّ من ذلك عملية التحويث المنهجي للمجتمع والحوثنةُ الهَمَجيّة للدولة أو بالأصحّ هيشمتُها التي تجري على قدمٍ وساق واستغلال مقدرات الدولة وجهد الشعب كنفقات تشغيليّة لهذه العمليّة الأكبر خطورةً على مصير اليمن والجوار أرضاً وإنساناً وهويّةً وكرامةً واعتقادا .

إنّ تركَ المدارس والقطاعات الطلابية للحوثيين كمعسكرات استقبال أو على ـ أيسر التعابير ـ كمراكز نشاط واستقطاب لاصطياد النشء من الاطفال وشباب المدارس وتقرير أنشطة ذاتِ فكرٍ حركيٍّ ثوريٍّ خميني على الطلاب بالإجبار هو أمرٌ أخطر عند من له قليل علم من كل العمليات العسكرية التي يقوم بها الحوثيون على الحدود و في الداخل ذلك أنه بتحويث قطاعات التعليم يُهيّءُ الحوثيون المستقبل ليكونَ ضدّك و بحجمٍ لا يمكن أن تتخيّله ناهيك عن مواجهته .. هذه .. و هنا تكمنُ الحرب الحقيقية .

من صفحته على الفيس بوك