الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٤ مساءً

أنتظر منك أن تكتب يوما عن الحب ..!

محمد المياحي
الاربعاء ، ١٧ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٠٣:١٥ مساءً
كيف لا تسهو يوما لتكتب رعشة الحب التي تسكنك . ما بك ممسكا خشب السياسة دائما.؟ قالها ؛ محرضا اياى لأكتب شيئا في طقوس العاطفة...، اجهشت بالضحك ولو ان الاجهاشة مفتتح للبكاء ..
لست حجرا ، ولا تراب ولا خشب..
نحن يا صديقي منفيين من محاضن البهجة منذ لحظة الميلاد، ولدنا في كفوف العدم ، وكبرنا على فراش من شوك، من أين يهطل علينا الحب ونحن في بحيرة من نار سرمدية لا تكاد تهدأ حتى تلتهب من جديد..
مفطومين على الصحراء، لم نلتق المدعو حب ، تآكلت أعمارنا وما زلنا نبحث عن حياة نظيفة تليق بنا ، وجودنا مهدور في الهواء ، حياتنا منثورة على أرصفة الفراغ، نسكب الزمن في أواني العدم ونغترف كل يوم عدما اخرا أشد كثافة ، عدم عدم هل تعي فضاء الدلالة الموحش لهذه المفردة ؟ ..
كلما تذكرت وجودي ، أصاب بالفزع، في داخلي تصطخب كل قوى الكون ، غير اني لا املك مناطق مروية بالعشب لاطعمها حب وازرعها لوز و ورد. داخلي أكوام جثث تطفح كل يوم، و سيولا من دم مظلوم ، سحائب أنين في كل الزوايا ، وقطع من اللحم المفتت في كل الشعاب، من أين لي مساحة بيضاء فارغة اغمرها بالحب ، كيف تجاور العواطف مقبرة صاخبة تحتلني وتسبط كامل وجودها داخلي، لا تنام طفلة الحب على سطوح المقابر، في زمن الحروب تضمر مروج القلوب ، خراب في خراب وهذا أسوأ ما يمكن أن تصاب به الأرواح ..
ننتظر زمنا يخلو من الموت لنحب بكل جنون ، ونفرح باقصى خصوبة ممكنة، وننفخ في صور الزمان: أحبوا ثم افعلوا بعدها ما تشاؤون.