الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٧ صباحاً

تعليقا على بيان التحالف حول جريمة الصالة الكبرى

مروان الغفوري
السبت ، ١٥ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٠٦:٠٦ مساءً

البيان أصر على القول إن مركز توجيه القوات الجوية "اليمني" هو من أصر على تنفيذ الغارة الجوية، وأن رئاسة الأركان أو جهة تتبعها هي من زودت المركز بالمعلومات الخاطئة..

محاولة مكشوفة لغسل اليد من دماء مجزرة بلغت بشاعتها حد جرائم الحرب.

الحقيقة، كما أعتقد، أن التحالف حاول إنهاء ملف الحرب بأكبر ضربة ممكنة، ولتأخذ معها من تأخذ من الأبرياء مقابل إصابة صالح وقياداته والقيادات الحوثية ولفيف من الحلفاء

ثم ستدعو إلى سلام مستدام وتعتذر لأسر الضحايا مع قدر معقول من التعويض المادي والنفسي. حدث في التاريخ المعاصر أن دولاً أنهت الحرب بمجازر. الموازنة والقياسات العسكرية قد توصي بعملية عسكرية جسيمة وإشكالية من الناحية الأخلاقية، إذا كانت ستضع حداً للحرب.

الصالة الكبرى كانت مكاناً ذهب إليه مئات اليمنيين للعزاء، ومن المؤكد أن التحالف كان على علم بذلك، فهو يخوض حرباً. أي أنه يستطلع أرض الخصوم على مدار الساعة، ويعرف دقائق ما يجري في صنعاء بوصفها الهدف المفتوح على الدوام. وإذا كان، عبر عيونه وتكنولوجيته، يتابع حركة الفرد الواحد من قيادات الحوثي فهو بكل تأكيد كان يعرف حركة "الألفي فرد"عندما تحركوا معاً وذهبوا إلى العزاء..

في البداية قال التحالف إنه لم يطر فوق صنعاء في ذلك الوقت
ثم صدر بيان باسم تنظيم داعش يتبنى العملية
ثم قال التحالف إنه ذاهب للتحقيق

الرد الحوثي/صالح لم يتأخر:
قصف جنازة الشدادي بصواريخ باليستية
ثم تفجير عزاء الشدادي
وقصف مدينة تعز بعشرات الصواريخ ومئات القذائف المدفعية

إذا صحت المعلومات التي نشرتها "العربي الجديد"اللندنية عن مساعدات عسكرية مصرية لجماعة الحوثي، فضلاً عن احتشاد كل قوى العالم إلى خليج عدن
فإن الحرب اليمنية ستصبح أبعد ما تكون عن فصلها الأخير.

سيتدفق الجياع إلى الشوارع
يحرم المزيد من الأطفال من التعليم
تفقد نسبة متزايدة من النساء الفرصة في أن يصبحن زوجات
تظهر خيارات انعزالية على طريقة صومالي لاند،
ويتحلل اليمن إلى مناطق خضراء ورمادية وحمراء

وبعد عشرين سنة من الآن سيكون هادي في عداد الموتى
صالح في عداد الموتى
محسن في عداد الموتى
البيض في عداد الموتى
خامنئي في عداد الموتى
عبد الملك الحوثي في عداد الكهفى
سلمان في عداد الموتى

وستبقى الأجيال الجديدة تائهة وشريدة، تحصد آثار حرب لم تكن جزء منها ولم تدع إليها..

قبل ثلاثة أعوام ، أثناء الحوار الوطني، كنت أتحدث إلى عبد القادر هلال. قال "أتفق مع الكثير مما تكتبه"فقلت له:
لدى الناس استعداد، هو الاستعداد الأخير، لشراء ما ستبيعونه فالناس تريد هبوطاً آمناً. لكن إذا بعتم وهماً مرة أخرى فلن تستطيعوا بيعهم شيئاً بعد ذلك.
صمت قليلاً ثم قال: بالفعل
وتواعدنا على لقاء لن يحدث على الإطلاق..

على اليمنيين أن يخرجوا من هذه اللعنة
Now or never

م. غ.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك