الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٨ صباحاً

كُن سارقاً كامل الفخامة..!

محمد المياحي
الاثنين ، ٠٧ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٦:٣٦ مساءً
عليكَ انّ تستجمعَ كاملَ بلاهتِك وتثقَ بلصوصيتَك الكاملة، تأكد أن حياءك الجزئي هذا مثير للقرف..
ان تسرق راتب كاملاً ذلك يجعل منك لصاً أكثر هيبة في موكب اللصوص، هذا افضل بكثير من اللص الخجول الذي يختلس نصف راتبك ويَعِدُك بالنصفِ.
ما دمت وقحاً بهذا الشكل الضاج عليك اتمام صفاقّتك حتى الذروة، من الجيد ان تتجاسر وانت ترتدي ثوب اللصوص قرب الخزينة العامة للدولة المنهوبة ..

إمّا شرفاً كاملاً تُلزم نفسَك فيه بدفع مستحقات الموظفين كلها أو لتكن مجرما متكاملاً ايضاًً، بمخالب الضباع، ويتحمل تبعات رذيلته كلها ً .
الاداءاتُ اللصوصية المترددة لا تنفي عنك تهمة الاختلاس بين الناس..
تبقى لصاً فخيماً متكامل الصفة سواء كونك تطفلت على الراتب كله او ربعه او ثلثه، هي هي التهمةُ بكامل بشاعتها تلاحقك في نهارك وليلك وصحوك ومنامك ويظلُ كابوس الجوعى يتهددك كل لحظة..

ما من مناطق وسطى للبلطجة، لا تكن بين بين. هكذا اتركنا امام واقع حاسم وساطع تكون فيه مجرماً جلياً فتك بأمة ونكون جيشاً من الغلابى والمظلومين، ولك ان تدع وقائع النزال تحدد النتيجة..

كيف تنامَ في قصرِ صنعَاء ثلاثةَ أشهرٍ ، هادئ البَال، متكرشٍ كعجلٍ أحوَل، ولا يطعَنّك صوتُ المساكينِ في حاراتِ صنعاء بلا قمحٍ ولا خبزٍ؟

أيها اللص يا ذات الذاكرة المشروخة والضمير العاجي : تذكر شراسةَ الجوعى ، لا تنسَ أنيابَ البطونِ الملتويةِ، هناك، قريبُ منك وجوارُ مرقدِك المريح، حدق قليلاً تجد أحافير من اللهب الاسود ، هناك وهنا مجتمعُ مسكونُ بشرارة الذل، يترقب تناحتك الدودية في قصر صنعاء بصمت، ويتبادل احاديث الانفجار خلسة..

لا، لا تُحسنَ الظن كثيراً بصمتِ الكادحينَ، لا اظُنك عالم اجتماع يفقه غليان المجتمع ولحظات احتراقه الكلي..

هناك نار عنيفة أشدُ كثافةً من نار بندقيتك المعقوفة، هناك ثقب أسود سيبتعلك، سحابة تغتلي في سماء عربدتك
وحينما يسقط مطرها ؛ لن تتمكن من الفرار. صدقني ذلك طوفان يُخّيل لك غباءك استحالة حدوثه، لكنك لحظة الزلزال المُدمر ستكون حتماً من الهالكين...