الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٤ مساءً

سرقوا حبيبتي

سام الغباري
الخميس ، ١٠ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٢٨ مساءً
إنها الذكرى الثانية لنهب الحوثيين سيارتي الحلوة الدافئة ، وبداخلها الكوت الصوفي الجميل الذي شاهدته بعد ذلك فوق "محمد عبدالسلام" .. نهبها الحوثيون علناً .. أمام كل رجال الجيش والأمن ، والمحافظ اللعين والوكلاء والمشايخ والأصدقاء .. نهبوا حبيبتي ، مركبتي الحديدية العتيقة .

لم يكن معي شيء في هذه الحياة سواها ، أخذوها اغتصاباً وسلموا مفاتيحها لنجس قوّاد من ريف "رصابة" اسمه "عبدالعزيز خيران" وكنيته "أبو نصر" .
- حين أعود ياحبيبتي ، سأحرركِ من هذا الغاصب اللعين ، سأجعله يدفع مهركِ ألف مرة ، سأجلده في ميدان عام ومعه كتائب القوّادين من جيراننا الفارسيين الذين خانوا صداقتنا وزمالتنا وعيشنا ورفقتنا السابقة .

- هل تذكرين ياحبيبتي أول لقاء بنا ، حين احتضنتكِ وكنت ترتعشين من طارئ في شرايين قلبكِ ، هرعت بكِ إلى الطبيب وأجرينا عملية قلب مفتوح ، وأستبدلنا بعض الشرايين التالفة بأخرى جديدة ، وعاد نبضك أقوى مما كان ، كنتِ تصهلين في الطرقات مثل مهر بري ، لا يخشى شيء ، ولا تسبقه مركبة أو طائرة .. آه ما أجمل تلك الأيام ، هل مازالت بشرتكِ الخضراء كما هي ، وكراسيك الجلدية الصفراء نظيفة لم تتسخ .. أعرف أنكِ تأنين من أولئك العاهرين الذين اغتصبوا نوافذكِ وابوابكِ ، لكنهم لن يمروا !.
- حين أعود سأجعلكِ تمثالاً للحرية ، سأعلق على أبوابكِ الطاهرة رؤوس القوّادين الفاحشين ، سأجعلهم عِبرة لكل فارسي مهاجر تجرأ على إهانة الفلاح اليمني الأصيل ، وسلب ماله وحقه .

- حين أعود على رأس جيش من المقهورين المستضعفين وحولي عشرات الآلاف من المدرعات والدبابات والجنود سأقطع يد كل فارسي مهاجر أساء التصرف مع الفلاحين والموظفين ، وسأعفو عن بقية المتحوثين الذين غرّتهم المطامع والمصالح ، فهم إخوتنا البائسين الضالين .
- ياعذراء السيارات ، وأميرة الإسفلت ، وغانية الماكينات ، وعفيفة الزيوت ، وطاهرة المكابح ، أنتِ المُختطف الأكثر أهمية من كل المختطفين ، أنتِ الكفاح والمال الحلال ، والضمير الحيّ بين كل السيارات الصماء .. عامان وأنا بعيدٌ عنكِ ، وعن "كوتي" الذي كان يزملني في البرد ، لكنني سأعود ، وحينما نلتقي يامعشوقتي سأجعل كل البغاة الذين تآمروا عليكِ يحملونكِ على أكتافهم ويجوبون بكِ شوارع المدينة ، والسياط تجلد ظهورهم العارية ، تدميهم وتلاحقهم لعنات المظلومين والمقهورين ، وفي أوان الظهر بميدان الحكومة سأجمع كل القوّادين المهاجرين ، وأدعو المعتقلين والغاضبين إلى التبول على رؤوسهم ، فوق عمائمهم ، وعلى أجسادهم ، ومن كان له حاجة في غلام فليتخذ من يشاء منهم عبداً ، ولن نسمح بتحرير المهاجرين ولو كتب الفقهاء الحمقى ألف دستور ومادة .

- نحن أهل الأرض ، اليمن لنا ، حقنا ملكنا ، وطننا ، شرفنا ، ولن يكون لأحد من بقايا بغايا الفرس سلطة علينا ولو جاء بنبوءة جديدة ، وقال أنه المنحرف المنتظر .. سأعود ياحبيبتي وسأغسل عاركِ بألسنة الغاصبين ، وغيري كثير ينتظرون لحظة الوصول إلى شوارع الوطن الأسير ليقيموا عدالة السماء بأيديهم .