الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٥ مساءً

لماذا المتدينون أكثر إنسانية..؟

محمد المياحي
الاثنين ، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٥:٢٧ مساءً
تهاوت إنسانية الجميع وبقى المتدينون أكثر التصاقاً بالانسان، إن من أشابوا رؤوسنا حديثاً عن ضرورة تمجيد الانسانية ذهبوا للنوم وتركوا المساكين يريقون كرامتهم على الأرصفة.
في لحظة الامتحان الصعب تبخرت الاحاديث الزائفة عن الانسان وتلاشى الحداثيون ، وخلت الساحة للمتدينين الاسلاميين وقليلون معهم..

تعرفونهم جيداً أولئك الجنود المجهولين ومن كنّا نصفهم بالرجعيين زورا وبهتانا، هم اليوم من يجوسون خلال الديار ويفتشون عن التائهين والمهزومين ويهبونهم السعادة ومستلزمات العيش..

هاهم يتجلون في أعلى سلم الحداثة الحقيقة وتسقطون أنتم في بحيرة كلها زيف ونفاق..

الجمعيات الخيرية ذات التوجه الديني أثبتت حضورها في أشد الظروف حرجاً وقساوة، لا يتمشدقون بالكلام العاري والتنظيرات الغائمة، لا يتحدثون كثيراً عن العمل الانساني، لا يتاجرون بوجع أحد لا يلتقطون صور أماميه بجانب الأجساد المهشمة؛ لكنك تجدهم في أحياء الفقراء يتحسسون جراهم ليل نهار، وبجانب البائسين يمنحونهم الأمل، ويمسحون على رؤوس الحائرين في الطرقات، ويهبون القمح والزيت في السحر لأولئك الذين تخلى عنهم العالم..

العمل الانساني المسنود بشحنة ايمانية هو الاكثر طهارة ومجد ، الحركة الانسانية ذات الدافع الاخروي_ تلك التي تبتغى وجه الخالق الكبير فقط_ هي وحدها من تصمد في وجه كل الأعاصير، انها تستمد سخاءها من غديرٍ في ضفاف الفردوس، وذلك نهر لا يعرف النضوب..

هؤلاء هم أباء الجوعى والمشردين بلا منازع ، يجب أن نمتلك الشجاعة الكافية للاعتراف بهم .
ثم شكراً للزمن العصيب الذي أتقن تجريد الكثير من وهم الانسانية.

بربك أعطني منظمة اشتراكية واحدة، او مؤسسة ليبرالية او جمعية قومجية تعمل لصالح الانسان اليمني البائس في هذه اللحظات الحرجة من تأريخ اليمن؟

العدد الطاغي من المؤسسات والدوائر النشطة في هذه المرحلة ذات خلفية دينية وتنطلق من مرجعيات اسلامية واضحة.
هنا يثبت هؤلاء الانسانيون أن الدين هو القبضة الخشنة والناعمة التي تنتصر للانسان في كل أطوار الحياة .
وأن الشعلة الروحية الانسانية في قلوب هؤلاء لا تخبو أبداً.
إنك تجدها تلتحم بالمحتاجين في كل مكان.

وسواء كنت في الصحراء أو الجبل في الريف أو الحضر في السهل أو على شواطئ البحر في المدرسة كنت أو طالبا منكسرا في الجامعة تجد النشاط الانساني المتدين هو من يصغي إلى أنينك ويخفف وجعك في هذا الليل البهيم..