الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٣ صباحاً

ماذا يريدُ الناصِريون من تَعز؟

محمد المياحي
الثلاثاء ، ٠٦ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٣٣ مساءً
بالأمس يرتدي قفازة السلفيين ليحدث ثقباً في جدار معسكر المقاومة واليوم يستخدم دبابة المقاومة ذاتها للبلطجة، في المعافر ينتهج الحمادي سلوكاً مهيناً ويرفض تحويل قضية مدير شرطة المعافر إلى إدارة أمن المحافظة، و قبلها في التربة حدث سلوكاً مشابها مع أحد القتلة تحت جناح الحمادي ذاتهً..
إن أسوأ ما يريق شرف النضال تطاحن المناضلين قبل استكمال مشوار النضال ذاته، أكثر ما يطعن قداسة الكفاح التحرري صراع المناضلين فيما بينهم قرب بلوغهم المحطة الأخيرة من رحلة التحرر.
على الدوام و في كل تأريخ النضال الشعبي يكون هناك طرف داخل معسكر النضال ذاته هو من يتولى مهمة سحب المعركة إلى داخل أسوار الجبهة الشعبية المقاومة؛ يحدث ذلك بصورة عبثية تلطخ نصاعة الهدف في وجدان الجمهور المساند للمقاومة...
مستغلاً شروخات بسيطة هنا وهناك يعمل الناصري _بوعي أو بدون وعي _لاجهاض حلم المدينة عبر سلوكيات صبيانية لا تنبئ عن حساسية المزاج المقاوم وذكائه؛ بقدر ما تثير الريبة من وراء أفعال كهذه، يعلم الجميع أن صراع طواحين الهواء الذي يتولى الناصري اشعاله لا يخدم أحداً سوى أنه يؤخر خلاص المدينة، ويمنح الانقلابيين شقوقا يتسللون منها لخدش القيمة الأخلاقية للفعل المقاوم..
منذ سبعينيات القرن الماضي ومع رحيل عبد الناصر بدأ الكيان الناصري بالتحلل. وكان مؤكداً أن الأيديولوجيات المرتكزة على تفاهات "الرجل الخارق' تهوي مع رحيل الشخص، في اليمن حدث الأمر ذاته.
تقاطعت الأقدار وتحالف الاسلاميين مع الناصرين وكان هذا عاملا أسهم في انتعاش الحزب الكرتوني قليلاً، مع ربيع 2011_تمكن الناصري وباحتضان الاسلاميين له_ من العثور على مساحة بين الجمهور..
بدافع المزاج الثوري الموحد كان شباب الإصلاح يرفعون صور الحمدي في كل المسيرات، شيئاً فشيئاً توهم للناصري أنه استعاد زخم الستينات في مصر، ومع دخوله على خط الكفاح المسلح وشعوره بامتلاك شيء من الحضور بدأ يستجر أحقاد الصراع الأيدلوجي مع الأسلاميين وينفث السموم بشكل مخيف.
نحن لم نستعيد كامل الدولة بعد ؛ لكن الحزب القشوري استعجل تحويل مسار المعركة وبدأ يكشر أنيابه في وجه تيار عريض وواسع له حضوره العسكري والمدني بما لا تخطئة عين البعوض..
قبل أيام ينشر محمد سعيد الشرعبي _وهو ناشط محسوب على تيار الناصري وكان اشتراكيا قبل ذلك وغدا ربما سيكون بجلد آخر_ كتب نصاً اورد فيه خبرا مفاده تمرد قائد محور تعز على قرارات الرئيس، وظل يشتغل على هذه الماكينة بشكل مستمر و بتناحة سلحفاه خبيثة ؛ متخذا من قصة بقاء أركان حرب محور تعز في عدن دليلاً يؤكد بها شائعته حول تمرد قائد محور تعز خالد فاضل وعدم قبوله لأركان حرب المحور؛ فيما بقاء الأخير في عدن اختيارياً منه لاسباب خلافية سابقة..
بعيداً عن تفاصيل الصدامات في معسكر المقاومة يبرز السؤال الكبير :
عن ماذا تبحث الحركة الثعلبية للناصريين في تعز؟ ما الذي يجعلهم يوجهون سيوفهم لطعن خاصرة رفقاء السلاح بينما يمكن للجميع حل الاشكاليات بمنتهى الهدوء؟
هذا التوظيف القذر _ من قبل تيار الناصريين _ داخل المقاومة للخلافات الطبيعية والعابرة التي تحدث يثير تساؤلات الجميع ويضع نضال الناصريين بكامله على المحك...
مثل هؤلاء المراهقين لا يختلفون كثيراً عن ديكتاتور الأمس، وفي الغد سيتطابقون كلياً ، حالما لم نضع حداً للمهزلة..