الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٠ صباحاً

المنتحرون على اسوار تعز

موسى المقطري
الأحد ، ١١ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٧:٣٠ مساءً
منذ ما يقارب عامين وتعز تعاني هجمة غير مسبوقة من مليشيات الانقلابيين استخدمت فيه المليشيا جميع أنواع الأسلحة ، واستقدمت كافة الخبرات ، وجربت مختلف الوسائل .

بالمقابل وقفت تعز قوية تتلقى الضربات الموجعة بصبر الحليم ، وحكمة الشجاع ، وذكاء المجروح المنتفض .

سجل التاريخ فصولاً كثيرة تحكي معاناة تعز في مختلف مراحل زهوها اللامع من عصابات الطائفة الممقوتة المتشبعة بثقافة الفيد والسيطرة والامتلاك ، وطوال فترات التاريخ لا تخلو فترة ازدهرت فيها تعز إلا أعقبها هجوم شامل يجتاح الأرض والأنسان ، يعطل فيها الامل ، ويقتل في نفوس رجالها الطموح لكن ثمة متغير جديد هذه المرة .

تعز هذه المرة أثبتت أنها قادرة على صد المعتدي الحديث الذي يحمل نفس الثقافة منذ قرون ، وكأن القدر الألهي شاء أن يتعلم هؤلاء درسهم الأهم ، وكاني أراهم يقضون ديناً اقترفه أبائهم وأجدادهم المتشبعون بقذارات الطائفية ، ثم ورثوها لهذا الجيل ليتعلم على أسوار تعز الدرس الذي ظل مؤجلاً لعقود .

سجلت تعز هذه المرة رقماً قياسياً في القضاء على أركان المعتدي الطائفي ، وسجلت اكبر رقم في خسائر الانقلابيين ، ولازال النزيف المرير في جسد الطائفيين مستمراً ، وسيظل ما داموا مسكونيين بوهم السيطرة والتحكم .

على أسوار تعز لازالت مليشيا الانقلاب تنتحر كل يوم ، والمقابر في محافظاتهم تزدحم بها القرى والمدن ، والجهاد المقدس هو الوهم الذي تبيعه القيادات لتقنع أفرادها بالذهاب للمحرقة ، ناهيك عن أوهام عودة السيادة وتقبيل الركب ، ونهب الخيرات ، لكن اهم اوهامهم التي صارت بعيدة المنال أن ينتصروا .

كانت تعز في القدم تبني لها سوراً منيعاً من الأحجار تتقي فيه هجمات المعتدين ، لكنها اليوم بنت سوراً من رجالها يصدون ويذودون ويدافعون ، وهذا لعمري هو سر الصمود ، وبداية جديدة لتعود تعز قائدة رائدة ، وعلى أيدي رجالها الأشاوس سيتغير التاريخ ، وستتحرر الجغرافيا ، وستعجز كل اللغات عن انصاف المدينة وأهلها ، وستكون تعز هي المعادل الحقيقي لمصطلح الوطنية الحقة ، والمعادلة الأصعب في كل التحولات القادمة .

أيها المسكونون بوهم التسلط على تعز :
تعز شبت عن الطوق ، وخيراً لكم أن ترسلوا أبناءكم إلى المدارس ليميزوا حروف الهجاء ، بدلاً من ترسلوهم الى تعز يحملون الموت والدمار ، فيعودون لكم صوراً على سيارات نقل الموتى ، وتبتاعون وهماً ساذجاً انكم قدمتم شهداء ، بينما الحقيقية أنكم ارسلتم قتلة… فاخذوا ما يستحقون .

لمن لازال لديه عقل يفكر به :
ستستفيقون على حقيقة مرة ، وهي أنكم دمرتم انفسكم وبقت تعز شامخة ، أنهيتم جيلكم وازدادت تعز صلابة ، وشلال الدم الذي صنعتوه لتعز لتجعلوها تركع تحول بقدرة القادر الى هجمة مرتدة اسقطت أوهامكم ، وقتلت أحلامكم ، وأوردتكم موارد الهلاك .

تعز تعتز انها لا تقتل لكنها تقاتل فقط ، والمعتدي وجب ردعه في كل الاديان والشرائع ، والقوانيين والتفاهمات ، والتعزيون يفخرون انهم يكرموا زوارهم السلاليين بأن يكفوهم عناء العودة الى منابتهم الموبوئة ، ويختصرون لهم الطريق الى جنتهم المزعومة ، التي يحملون مفاتيحاً واسورة وحروزا وضمانات بدخولها !! مع انني أجزم أنه لاتوجد جنة عرضها السموات والأرض لمن يقتل النفس ، ويعتدي على المال ، ويقطع الطريق ، وينهب المحرَّز …

عليكم وعلى تعز السلام ..
دمتم سالمين ..