السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١١ صباحاً

رحيل الصحفي محمد العبسي: لماذا يموتُ الطيبون باكراً يا إلهي ؟

محمد المياحي
الاربعاء ، ٢١ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٨:٢٢ مساءً
لماذا لا يحيون كثيراً كما الأشرار، أيتها الطبيعة لما لا توزعين الأعمار بين أبنائك بقليل من العدالة؟
كيف تهبين محمد العبسي حياة ضئيلةً وعمراً مخنوقاً فيرحل وما زال بصره مفتوناً بالفجر، وعلى الضفة الأخرى تدعين الذي يشرب الدم(صالح) يجوس خلال الديار حتى غسق عمره وها قد صار كهلاً يشوه سحر الحياة ويقتل أهلها؟
كيف تفعلين هذا ببرودة ولا تشعرين بالخجل..!
صحراء بلدي، بلدي صحراء من الموت،
كل يوم يتناقص ناشري الحب الجمال في هذه البلدة المغدورة، كل نهار تنزف الحياة أثمن ما فيها، وهكذا شئياً فشيئاً يزحف الرماد ويطمر مساحات الحب ولحظات الاخضرار..
أيها الموت تريث قليلا فنحن نحب الحياة كثيراً ، نحب الحياة لأنها غائبة عنا ، نحبها لكونها شاردة ولم تزورنا يوماً، نحبها ونبتغي اكتشاف ظلالها الذي نسمع عنه ولا نراه، نحبها ونبغضك ..!
أيها الموت يا زائراً طغى علينا، يا حاكماً امتلك حياتنا، يا صياداً شديد الجشع يقتنص أرواحنا كل يوم، ويا ضيفاً استعمر منازلنا ويأبى الرحيل .
هلاّ منحتنا اجازة نتنفس فيها، ألا يكفيك ما تفعله الحربُ بنا.؟
هل كان ينقصك محمد العبسي لتخدش قلبه فينام حتى الأبد..؟!
أخبرني أيها الكاهن اللعين أيها الموت هل ما زلت جائعاً، وكم من انسان بلدي مازلت تحتاج لتتركنا وترحل؟
تتواتر أخبار تحدثنا عن احتمالية تعرض محمد للسم، حالما ثبت هذا لا أحد يستبعد ضلوع المليشيا بذلك..
الذين ماتوا نجوا من الحياة بأعجوبة، صدق درويش،،،
أنخ روحك تحت عرش الرحمن يا محمد، ثمة سعادة وكثير من الهناء،