الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٨ صباحاً

ثورات من أجل السلطة لا من أجل المجتمع

عادل الشجاع
الثلاثاء ، ٠٣ يناير ٢٠١٧ الساعة ١١:١٣ صباحاً
منذ العام 2011 مرورا بالعام 2014 نزولا عند حكومتي بن دغر وبن حبتور ونحن نلهث وراء السلطة وليس من أجل المجتمع. وفي كل صراع من صراعاتنا نسمي الأشياء بغير مسمياتها. فلإصلاحيون قادوا الدولة بموجهات الدين وقالوا عنها دولة مدنية. والحوثيون سموا إستيلائهم على السلطة وتدمير المؤسسات ثورة. والمؤتمر والحوثيون سموا حكومتهم إنقاذ. ولم يستطيعوا حتى إنقاذ الراتب. والمتعاونون مع الغزاة سموا أنفسهم شرعية. وهكذا.
والحق أن كثيرين ممن يحسبون أنفسهم مثقفين تحولوا عن المناظرة إلى المهاترة.
لذلك أقول للمؤتمر الشعبي العام أن يراجع نفسه قليلا إذا كان يريد بناء مجتمع وليس الحصول على السلطة.
وهنا سيتوقف الجميع أمام سؤال: لماذا هذه المذابح؟ ولماذا هذا الإصرار على التشبث بالسلطة وتدمير المجتمع.
علينا أن نتساءل: لماذا كلما تحدثنا عن الديمقراطية والحرية زادت العبودية؟ ولماذا كلما تحدثنا عن الإنقاذ زاد الشعب غرقا وقتلا؟ هذا يعني أننا مهوسون بالسلطة وامتيازاتها. ولم يكونوا الناس سوى مجرد سلم ومجرد أداة.
كنت أتوقع من المؤتمر أن يكون لديه رؤية تقصر مسافة الصراع. فهو يدرك أنه لا يمكن بناء الغد بما صار ماضيا. أو بما رفضه ووضعه موضع النقد.
أن يكون الحزب أو الجماعة مع الحرية والعدالة وإلى جانب المضطهدين المستضعفين أمر لا يحتاج إلى وصايا أو خطب. هناك عشرات الآلاف من المعتقلين دون وجه حق مرميون في السجون يحتاجون إلى إعادة الحرية لهم.
من الواضح أن الكل يتعامل مع الوطن كمتجر. يحتاج المؤتمر أن يحدث قطيعة مع الماضي ويقود حوارا عاجلا بين الإصلاح والحوثيين للانتقال إلى دولة ديمقراطية تضمن حرية جميع المواطنين اليمنيين بغض النظر عن المذهب .
إذ ليس من العقل أن يظل العنف يعصف بالبلاد. نحتاج أن نخرج بالبلاد سياسيا من زمن السماء الجمعي إلى زمن الأرض الفردي. أي الفصل الكامل بين ما هو ديني وما هو سياسي واجتماعي.
علينا أن نعترف اليوم أننا أقحمنا الدين في صراعاتنا السياسية في التربية والتعليم والمدارس والمعاهد والجامعات. ولم نعط أية مكانة للإنسان بوصفه إنسانا. حولنا الوطن إلى جمعية دينية فدمرنا أخلاق المواطنيين وعرقلنا الثقافة المدنية.
مرة أخرى أقول علينا أن نبحث عن عوامل السلام ونشتريها بأي ثمن فالحرب تبتلع كل من يدخل فيها. وعلينا أن نزيل عوامل الصراع بطرح مفهوم الحكم وآليات الوصول إلى الحكم وتداول السلطة، والآليات التي تسوغ للمحكوم أن يقول رأيه في السلطة وأدائها، واعتبار السلطة في متناول كل مؤهل يختاره الشعب.
تحتاج اليمن اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن تبتكر سلاما يحقن دماء من تبقى من أبنائها.
الاستمرار في الحرب وفي ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ستقود اليمنيين إلى التشرد في أنحاء الأرض.