الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٢ مساءً

تسريبات هامة جداً

فيصل القاسم
الخميس ، ١٩ يناير ٢٠١٧ الساعة ١١:٠١ صباحاً
تشرئب الأعناق هذه الأيام انتظاراً لما ستسفر عنه المفاوضات التي ترعاها روسيا بين النظام السوري والمعارضة. لا شك أن من حق السوريين جميعاً أن ينتظروا بفارغ الصبر مآل الوضع في بلدهم، وكيف سيكون الحل. ولا شك أيضاً أن من حقهم أن يأملوا خيراً بعد كل ما ذاقوه من كوارث ومصائب على مدى حوالي ست سنوات.

لكن من السذاجة طبعاً أن نأمل الكثير من الحل الروسي، لأسباب لا تتعلق فقط بروسيا نفسها، بل تتعلق أيضاً بتشابك المصالح وعدد اللاعبين الدوليين على الساحة السورية. وهذا يعني أن الحل لن يكون سورياً سورياً كما يتصور بعض الحالمين المغفلين، بل في أحسن الأحوال سيكون تقاسماً للنفوذ في سوريا بين القوى الدولية والإقليمية المتصارعة على الأرض السورية. بعبارة أخرى، فقد أصبحت سوريا عملياً تحت الانتداب أو الوصاية الدولية والإقليمية، وكل طرف يريد أن يأخذ نصيبه من الكعكة السورية.

دعونا نكون واضحين، فالذين يشرفون على ما يسمى بالحل السوري لا يفعلون ذلك حباً بالشعب السوري وإنهاء لمعاناته، بل في واقع الأمر هم يتقاسمون فيما بينهم الكعكة، ثم بعد ذلك يقدمون للسوريين الفتات، خاصة وأن الأطراف السورية المتصارعة ومن بينها النظام والمعارضة ليسوا سوى أدوات وعتلات في أيدي القوى التي تدعمهم، وبالتالي لا يستطيعون التمرد عليها، بل يجب أن يقبلوا ويرضوا بما تعرضه عليهم تلك القوى من حلول.

طبعاً نتمنى أن نكون مخطئين، لكن من الواضح على ضوء التشابك الدولي والإقليمي الحاصل على الأرض السورية، فإن السوريين سيكون أكبر الخاسرين نظاماً ومعارضة، بعد أن سلموا أمورهم للخارج وأصبحوا بلا حول ولا قوة. وبالتالي فإن محلهم من الإعراب سيكون كمحل القابعين تحت الاحتلال أو الانتداب في أحسن الأحوال. لهذا لا تتوقعوا أن يتمخض الحل في سوريا عن قيادة سوريا جديدة لسوريا الجديدة، بل سيكون توزيعاً للحصص بين المتصارعين الدوليين والإقليميين. وقد بدأت ملامح هذا الصراع تتوضح أكثر فأكثر بعد إعلان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف المفاجئ أنه لولا التدخل الروسي في أوخر عام 2015 لسقطت دمشق خلال أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر.

ومن المؤكد أن الروس يريدون أن يقولوا للنظام أولاً وللآخرين ثانياً إنهم جديرون بالحصة الأكبر في سوريا لأنه لولاهم لسقط النظام وسقطت العاصمة، وبالتالي فلا بد أن يحصلوا على الجزء الأكبر من الكعكة السورية. إنهم يقولون للنظام بطريقة ملتوية يجب عليك أن تقبل بالوصاية الروسية على سوريا لأنه لولانا لما كنت موجوداً الآن أنت والعاصمة. كما يريدون أن يقولوا لإيران وغيرها أن تقبل بما يقدمه لها الروس من حصصص في سوريا لأنهم أصحاب الفضل الأكبر في عدم سقوط النظام وحماية العاصمة.

وبناء على هذه المعطيات فلا تتوقعوا أن يكون السوريون حاكمين لبلدهم، بل سيكونون مجرد توابع للقوى الدولية والإقليمية التي وضعت أيديها على البلد. وعلى سبيل السخرية والمزاح وضعت قائمة بأسماء أبرز الشخصيات التي ستتصدر المشهد السوري في الفترة المقبلة. صحيح أنها قائمة خيالية، لكنها للأسف الشديد تعكس ميزان القوى على الأرض السورية. اقرأوها لتضحكوا وتبكوا في آن معاً:

أسماء الحكومة السورية التي سيتم الإعلان عنها بعد مؤتمر استانا بين النظام والمعارضة:
1- فلاديمير بوتين رئيساً للجمهورية العربية السورية
2 حسن روحاني نائباً أول للرئيس
3 بنيامين نتنياهو نائباً ثانياً للرئيس
4 بشار الأسد نائباً ثالثاً للرئيس
5 سيرجي لافروف رئيساً للحكومة السورية
6 علي أكبر ولايتي نائباً أول لرئيس الحكومة
7 أفيغادور ليبرمان نائباً ثانياً لرئيس الحكومة
8 عماد خميس نائباً ثالثاً
9 سيرغي شويغو وزيراً للدفاع
10عصام زهر الدين نائباً للوزير
11 ميخائيل بوغدانوف وزيراً للخارجية
12 فيصل مقداد نائباً للوزير
13 آية الله شالخاني وزيراً للأوقاف
14 حبيب أوغلو نائباً أول للوزير
15 عبد المسيح الشامي نائباً ثانياً للوزير
16 عبد الحميد دشتي نائباً ثالثاً
17 حسن نصرالله مديراً للمخابرات العسكرية وأمن الدولة
18 جميل حسن نائباً
19 دونالد ترمب أميناً عاماً للحزب والقائد العام للجيش والقوات المسلحة وشؤون الأمن والدفاع والمالية والاقتصاد والتجارة والبنية التحتية والبلديات والعدل والشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم وإعادة الإعمار وشؤون رئاسة الحكومة والقصر الجمهوري.
والخلود لرسالتنا

"موقع أورنيت نت"