الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٠ صباحاً

ثورة فبراير والجنوب

يسلم البابكري
الأحد ، ٢٢ يناير ٢٠١٧ الساعة ٠٨:٥٨ مساءً
سؤال مهم يبحث عن إجابة : هل كانت ثورة فبرار صديق لقضية الجنوب أم خصم وعدو ؟؟

خلال السنوات الست منذ انطلاق الثورة الى اليوم استمات (مقاولي) تزييف الوعي الى محاولة إقناع الانسان البسيط في الجنوب إلى أن الثورة كانت له خصماً تستحق المواجهة ، كان رموز الثورة وشبابها وأهدافها تُلعن صباحاً ومساء حتى وصل الأمر الى التحريض على الساحات والاعتداء عليها فهل كانت ثورة فبراير كذلك ؟؟

ثورة فبراير كان خصمها الخصيم وعدوها الغريم الذي قامت لاسقاطه هو علي عبدالله صالح ونظامه وهو الذي عبث بالجنوب وبالشمال وسمم الحياة في كل اتجاه .. فهل كان صالح عدواً للجنوب أم خصم حتى يستعدى عدوه ؟؟

ثورة فبراير كانت تهدف لاستعادة الوطن المختطف من عصابة واعادة قطار الوطن الى سكته واستعادة الحقوق ، لم تستعدِ أحد بل كانت ترفع راية الحق والعدل وتصرخ بمظلومية الجنوب وأهله في كل خطاباتها وهتافها ..

ثورة فبراير انتزعت الشرعية من القاتل المجرم ومنحتها (لجنوبي) في رمزية هامة ودلالة واضحة واختارت أول رئيس لحكومة الثورة ايضاً (جنوبي ) في دلالة أعمق ، لقد خرجت الملايين تنزع شرعية ( صالح) وتلبسها ( هادي) الا في بعض مناطق الجنوب التي وقفت في وجهه بسبب التحريض العبثي والجنوني والأعمى ..

جاء الحوار كأحد ثمار الثورة فكانت مناسبة جيدة لالتقاطها والوقوف خلف الرئيس وطرح كل القضايا على الطاولة فخرج العبثيون يحرقون صور الرئيس
دار الزمان دورته وتحالفت قوى الداخل والخارج للثأر من الثورة والانقلاب عليها فوقفت أصوات كثيرة من الجنوب مؤيدة ومباركة للانقلاب باعتباره يستهدف الثورة ورموزها ، ثم أقبلت الجحافل تدمر الجنوب وتحتله فكان القرار التاريخي للرئيس الذي جاءت به الثورة بطلب التدخل العربي ..
ثم واصل الرئيس مهمته في بناء عهد جديد يحكم فيه الناس مناطقهم بعيدا عن مراكز التسلط
في ذكرى الثورة وكجنوبي كان ولايزال مؤمن بأهدافها أقول شكراً لشهداء الثورة وجرحاها وشبابها ورمزها ومكوناتها لقد قمتم بعمل عظيم حتى وإن انُقلب عليه فثورتكم راية بيضاء في سماء اليمن ، وللرئيس هادي كجنوبي منحه صوته في ظروف كانت صعبه أشعر باني فعلت القرار الصحيح ، وللرجل الوقور النظيف الذي سخرت منه أقلام السوء (باسندوة) تحية مشفوعة بالاعتذار بما فعله السفهاء منا ...