الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٨ صباحاً

مالم يَقلهُ عبدالملك في خطابه‎

عبد الخالق عطشان
الأحد ، ٢٩ يناير ٢٠١٧ الساعة ١٠:٤٢ مساءً
من لم يعرف الخيارات الاستراتيجية للحوثيين فعليه أن يعرف أن خطابات سيدهم هي إحدى هذه الخيارات فمابين كل خطاب و خطاب هناك خطاب وفي ثنايا هذا الخطاب هناك شي واحد وخلاصة واحدة يخرج بها المستمع العاقل وهي ( الكذب و التضليل).. من يتذكر خطاباته ويؤرشفها ويستعرضها سيجد أنه خطب عن التكفيريين والارهابيين والأجانب في دماج وكان ذلك مبررا لأول تهجير قسري اعقبه اقتحام وتفجير لمنازل الأبرياء هناك غير أن هذا الخطاب اصبح تصريحا مباشرا لتهجير وتفجير كل من يخالف نهج الحوثيين فانطلق الحوثيون يفجرون ويهجرون حتى وصلوا صنعاء وهناك خطب الحوثي بأننا لانريد اقتحام صنعاء وأن المسألة مسألة جرعة ظالمة غير أن هذا الخطاب كان صرخة نارية مستعجلة لاقتحام صنعام واسقاط الجمهورية ونهب الدولة ، ولما طاب للحوثيين المقام بصنعاء والاستمتاع بغرف نوم الاصلاحيين والتقاط الصور في مكاتب الوزراء والقادة العسكريين بدأت الزحوف الحوثية تتجه جنوبا وحينها أرسل سيدالحوثيين خطابه أنه لايريد دخول الجنوب ولا عدن وماهي إلا ساعات من خطابه والتي كانت اشارة واضحة لاكتساح الجنوب ودخول عدن والعبث فيها وجعلها ساحة للحرب والقتل والتهجير و التفجير.

خطابات عبدالملك كثيرة وقد اصبحت حالة مرضية لمن أراد التشبث بكرسي الحكم في صنعاء وخلوده عليه غير أن خطابات الحوثي تتسم بأن لها مناسبات عديدة ليست وطنية بالطبع وإنما مناسبات حشرها حشرا في الزيدية وأراد أن يؤصل لها تأصيلا شرعيا ( قَر آنيا) وبأيدي خبراء ايرانيين .

لم يتحدث عبدالملك في خطابه الأخير عن فتوحاته في بلاد ماوراء حرض وعلب وهل دانت له نجران واخواتها وهل حج هذه السنة اليمنيون باسلحتهم وقَبلوا الركن اليماني وصرخوا عند الحجر الأسود ، لم يخبرنا عبدالملك كم نسبة عائدات اليمن من مشروعه تصدير أحجار الزينة ، لم يتحدث عن سيطرته المطلقة للمحافظات الجنوبية وحرمانه للرئيس هادي من الرجوع إليها ، لم يتحفنا كيف استطاع بحنكته أن يقنع المحيط الاقليمي والدولي الاعتراف به وبجماعته ومجلسه السياسي وحكومته الانقاذية ، لم يُفرح قلوبنا بعرض انتصاراته في امريكا واسرائيل ويعلن بالصوت والصورة والحضور الاعلامي المحايد لتصويره وهو يُطعم الأسرى الإسرائيليين و الأمريكيين ويقايضهم بأسرى في جوانتانامو وسجون اسرائيل..لم ولم و لم والكثير لم يخبرنا بها في خطاباته.

في كل خطاب للحوثي ليس هناك إلا غاية واحدة وهي اصراره على أن له الحكم و الخلود والبقاء و على الأمة أن تتوجه لتحقيق ذلك بهلاكها والفناء.