الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٠ مساءً

في عيد الحبّ ..إلى من زرعت صحاري حياتي

محمود ياسين
الثلاثاء ، ١٤ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
إلى من زرعت صحاري حياتي.
هكذا كنت افتتح كل الرسائل الغرامية التي اكتبها باسمي أوباسم أي من زملائي المولعين بهذا التقديم الرومانسي الساحق وكنت اكتبها صحاري بالياء وهذه هي الصيغه التي سنعتمدها حتى آخر هذه المقاله في عيد الحب عن حبنا الساذج .
ثرثرة بيننا وبين تلك الأيام كتعويض عن فقداننا الآن للحب.
وصلنا مدرسة الفاروق الإعداديه بإب ولم يكن فيها سوى بنت واحده فأحببناها كلنا وكتبنا لها رسائل كثيره كلها تبدأ بإلى من زرعت صحاري حياتي.

كنا قرويين جدا نحتاج لهذا النوع من الزمالة الرومانسيه والفتاة لا تقوى على هذا الكم الهائل من الغرام فتركت المدرسة ولم نسمع عنها شيئا .كنا منشغلين بحب كل ما يصادفنا ونحن في أبلان الحي المتاخم للمدينة والذي كان قرية في الماضي .أحببنا المتزوجات ومريضات مستشفى الثورة والطبيبات من روسيا والذي كان علينا تجاوز سنتين من العته القروي لنتمكن من حبهن ولكن بصمت.أول علاقة لنا بالروسيات كان صدمة رؤيتنا الأولى لسيقانهن المكشوفة بشارع العدين.
تلك الصدمة التي اختصرها قاسم وهو يصرخ <صرماحه>
تسميه جلفه للساق ،ما بالك بالساق الروسيه تتجول بين فندق فيروز حيث يسكن الفريق الطبي الروسي وبين مستشفى الثورة أمام ذهول المارة وتحديقاتهم لسيقان لم تكن كلها ممشوقة تماما لكنها متعافيه تضج بالحياة .

اسأل الآن عن مآل اللاتي زرعن صحاري حياتي وأسمع أن واحدة ذهبت للحج وأخرى أوقفت مقبره كصدقة جاريه وأخرى أصبحت مسؤولة القطاع النسائي بمنظمة سلفيه،بنما كانت إحداهن تلوح بيدها المعروقة أثناء حديث مع جارتها عن مسلسل <سنوات الضياع>فيخطر لي الشاعر وليد منير أمين وهو يردد:وحتى الجميلات يولدن كي ينتظرن صباحا يعالجن فيه التجاعيد والشيب ولا شيئ يبقى.

كنا نحيا مشاعر العمر الغنائي جاهزين للصبابه.والنساء مولعات بالشارب الأخضر رفقة جسد الفتى وهو يمتد مفصحا عن تضاريس جديده ونحن الذين كنا بلا تضاريس حتى الرابعه عشره من العمر وفجأة تلفت إحداهن عنايتك لما تمتلكه كحامل لترياق الحياة وبهجتها تلعب الكره وتتعرق وتتثنى والنساء كلهن لك وكان سعيد يرجم لكل من تصادفه رساله،واحدة اشتكت لإخوتها فضربو سعيد حتى بدت نواجذه.فتوقفنا عن كتابة الرسائل حتى يهدأ الجو ويتعافى سعيد الذي سلم علينا ذات ظهيره والدموع تملأ عينيه وغادر إلى السعوديه.تقاسمنا دفاتره ومن ثم عاودنا نشاطنا في التواصل مع من يزرعن صحاري حياتنا،وكانت حياتنا قد بدأت تعطب بفعل المذاكرة وتحول الحب مع مرور الوقت هو الآخر إلى شكل من المذاكرة والقيام بما يلزم .

في السينما أحببنا كلنا الممثلة الهنديه سرديفي وكنا نفديها في كل فيلم ولا سيما عبد الوهاب الذي كان أكثرنا ضراوة في حب سرديفي لدرجة الصراخ بداية كل فيلم أنه يفدي أدق خصوصياتها.

مات عبد الوهاب ولم نسمع عن سرديفي بعدها،اختفت هكذا مثل كل تفاصيل عمرنا الغنائي وسمعت مؤخرا عن تصريح لرئيس وزراء الهند وكيف أن بلاده تفخر بممثلة تجسد أنوثة الهند وكم تمنيت أن تكون تلك الممثله هي سرديفي.عرفانا بكل الذي فعلته من أجلنا.

من صفحته على فيس بوك