الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٧ مساءً

الإصلاح السارق !

موسى المقطري
الأحد ، ١٩ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٢٤ صباحاً
نعم بالفعل ..
الإصلاح سارق ، وسارق محترف كمان .
الإصلاح سرق منَّا أغلى ما نملك ، وبوسائل لم نكن نتوقعها ..

الإصلاح يا متغابين لم يفعل ذلك اليوم ، فتاريخه في هذا المجال معروووووف ، وصفحته كلها سرقات ينجح فيها وبتفوق ..

الإصلاح سرق قلوبنا النابضة ، وعقولنا المتوهجة ، وأذهاننا المتفتحة ، ولم نستطع مقاومته ، بل جاريناه وأعنَّناه وشجعناه .

حين جعل الإصلاح أعضائه وناشطيه ومثقفيه مسخرين لخدمة مجتمعهم وقفنا منبهرين ، وسلمنا له أمكاناتنا المادية والبشرية والذهنية لأنه يجيد إدارتها وتسخيرها لخدمتنا كمجتمع .

حين شجع الاصلاح أعضائه ومناصريه ومستنصحيه على التعليم والتأهيل سخرنا له اقلامنا وكتاباتنا ومكاتبنا ومؤسساتنا التربوية والاكاديمية لأنه ينجح في تحقيق الاهداف التي أنشئت لأجلها هذه المؤسسات .

حين رأينا اعضاء الإصلاح لا يألون جهدا في التكافل الاجتماعي ، وتلمس حاجات الفقراء ، وسد الفجوات الاقتصادية للأسر والمجتمعات ، سلمنا لهم جمعياتنا ومتبرعينا وضمنَّا وصولها لمستحقيها ، ثم رأينا اليتيم ينسى يتمه ، والفقير يتجاوز فقره ، والعازب يتزوج ، والأرملة لا تسأل الناس .

الإصلاح أذهلنا وهو يمارس الديمقراطية داخل الحزب ، وزاد تعجبنا وهو يغيِّر قياداته ويجدد شباب مؤسساته ، وفتننا فيه حين انخرط بكل ما يملكه من ثقل اجتماعي وسياسي مع مطالب الشعب في فبراير المجيد، ودفع ولازال يدفع لأجل موقفه هذا فاتورة كبيرة لم يختبرها اي كيان او حزب قبله ، ولأ اعتقد أن يجئ بعده من يتحمل مثلها .

الأصلاح يجيد ممارسه دوره كحزب ، ولايقدم نفسه بديلاً عن الدولة ، فلا محاكم خاصه ، ولا سجون مخفية ، ولا مليشيات منفلته ، ويندب اعضائه ومناصريه ومحبيه ممارسة مهام الدولة عبر مؤسساتها لتظل رمزيتها قائمة ، وهيبتها حاضرة .

الإصلاحي والاصلاحية بتركيبتهم أشخاص فاعلين ، منتجين ، رواد تغيير ، أصحاب همة ، نظيفوا الصفحة ، يجيدون التضحية ، ولا يتألمون حين تفوتهم المصالح الشخصية .

لذا سرقوا عقولنا وقلوبنا وأذهاننا وعواطفنا ، سرقة نحبها نحن كحبنا للنفس والمال والولد، ونعشقها كعشقنا لنسيم الأسحار ، وبزوغ الفجر ، وطلوع الشمس .

دمتم سالمين ..