الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٧ صباحاً
الاربعاء ، ١٥ مارس ٢٠١٧ الساعة ١٠:٢٥ مساءً
تصطدم جهود العودة الى المسار السياسي بالتقديرات الخاطئة للانقلابيين عن أن تفاقم الوضع الانساني الخطير الذي وصل إليه اليمن سيدفع المجتمع الدولي الى فرض الحل الذي يعفيهم من سحب مليشياتهم وتسليم السلاح والقبول في نهاية المطاف بالوقائع التي أنتجها الانقلاب على الارض.

لذلك فإن خيار استمرار الحرب بالنسبة لهم هو الخيار الأمثل لانه يعظم المأساة والمعاناة اللتان تولدان مناخاً للتسوية تتناسب مع شروطهم كما يعتقدون.

ما يرفع من هاجس التسوية لدى الانقلابيين على هذا النحو هو أن كثيراً من المنظمات الانسانية تركز على الجانب الانساني في هذه العملية المعقدة ولا تهتم بأصل المشكلة التي أدت من ثم الى الحرب والى هذه الكارثة .. فهي تتحرك في اطار النتائج لأن ما عدا ذلك لا يعنيها ، فما يعنيها هو الجانب الانساني ، أما الدوائر السياسية التي يجب أن تتحرك لحل المشكلة منطلقة من جذر هذه المشكلة فهي تتعرض لضغوط مجتمعية هائلة بسبب التأثير الذي تمارسه المنظمات الانسانية على وعي المجتمع الذي يتحول الى ضغوط شعبية على هذه الدوائر.

يتحرك الانقلابيون اليوم على أكثر من صعيد ، بغطاء مستعار من تجاويف تناولات خرقاء لصراعات تاريخية سبق أن حسمت أمرها في نطاقها الزماني والمكاني ، لتوظيف الكارثة التي انتجوها بانقلابهم الدموي على الشرعية الدستورية وعلى العملية السياسية التاريخية التي رسمت خارطة الانتقال الى الدولة المدنية وذلك لتسويق مشروعهم الانقسامي البديل لدولة المواطنة.

رهان خاسر يكشف عن ساق هش وتفكير مغلق على مشروع غرائبي يستلهم رداءة القوة المتعالية على إرادة الناس وعلى تطلعهم الى سلام دائم ومستقر، والمستهترة بمعاناتهم .