السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٥ صباحاً
الاثنين ، ١٠ ابريل ٢٠١٧ الساعة ٠٧:٥٦ مساءً
العاشر من أبريل سيكون يوماً تاريخيا بامتياز، يوماً جمهورياً خالداً، يومُ منقوش في ذاكرة الجمهورية، نقطة ضوء نافذة إلى عمق وعي الأجيال المتعاقبة.
سيتذكرون بفخر واعتزاز هذه اللحظة التاريخية الزاهية، سينقش في مناهج التعليم وفي لوحات الشرف حكاية الافتتاحية المشرقة، حكاية النشيد الوطني الصدّاح، حين غردت به حناجر الأبطال، باعتزاز مهيب، خلف قضبان السجون!
منذ يومين حاولت مليشيا الانقلاب من عصابة الحوثي والمخلوع أن تضفي على جرائمها البشعة والوحشية شيئا من الإجراءات التجميلية والتحسينات والمكياج عبر ما يسمى هزلا وجدلا بـ "محكمة"، في مسرحية سمجة، ممجوجة، مفضوحة، كذب صارخ وتمثيل قبيح، وأسلوب قذر وتافه ومنتهي الصلاحية حتى، حاولت العصابة أن توظف بعض عناصرها الخونة ممن باعوا أمانتهم وخانوا الدولة والشعب والوظيفة العامة، لكنهم وقعوا في شرّ أعمالهم وفضحتهم كل إجراءاتهم، وانقلب السحر على الساحر، وتحولت ما يسمونها ب"المحكمة" إلى "أدلة" إضافية على جرائمهم المتسلسلة، وتورطاً جديداً في ممارسة أبشع جريمة عرفتها الإنسانية، جريمة الاختطاف والقتل تحت التعذيب!
***
وحكاية الصباح الجميل يجب أن تروى قبل أن نخوض في بعض تفاصيل المهزلة التي تعتبر وثيقة ودليل على جرائم العصابة الإنقلابية وبرهان من براهين انقلابهم الكارثي والأسود على مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضاء، وحكاية الصباح بدأت بعد دخول الأبطال الـ 36، وقد كانوا بالأمس منهكين نتيجة التعذيب البشع الذي مورس ضدهم من عصابة أشبه بالوحوش الضارية التي لا تعرف الآدمية ولا الإنسانية ولا القيم ولا الأخلاق، ناهيك عن القانون وسنن القضاء، لكنهم اليوم وقبل أن يبدأ عرض المجرمين المسرحي، استجمعوا قواهم وصدحت حناجرهم كهزيم الرعد بصوت مرتفع زلزل صداه كل أرجاء المكان، وقفوا يرددون:
رددي أيتها الدنيا نشيدي
ردديه وأعيدي وأعيدي
واذكري في فرحتي كل شهيد
وامنحيه حللا من ضوء عيدي
رددي أيتها الدنيا نشيدي
كانوا ممتلئين بالحماس، مسكونين بالوطن، تسري في عروقهم محبة بلدهم وكل تفاصيل الدولة المسلوبة، هتفوا للجمهورية، لليمن، للشهداء، وقد خرج من بينهم نحو 73 شهيداً ماتوا في سبيل الله والوطن والحق المسلوب، هتفوا لسرب الطيور الخضر الذين قتلهم الأوغاد في ظلام الزنازين، عذّبوهم حتى الموت، لكن أنّى لمحتل أن يقتل روح الوطن في نفوس العظماء الأبطال، هتفوا لهم بصدق وعزيمة، هتفوا لهم كما يصنع العظماء حين يغنون لنظرائهم من العظماء أيضا.
صدح الـ 36 بالنشيد الوطني في قاعة المسرح الجديد من مسارح التعذيب وقد أرادت له عصابة الانقلاب أن تكون "محكمة" للأبطال، فحاكمهم الأبطال في عقر نفوذهم، حاكموا الصرخة الإيرانية بالنشيد الوطني، ولتسألوا الدنيا من أقصاها إلى أقصاها فستخبركم أن النشيد الوطني هو المنتصر طال الزمان أم قصر.
دكتور في جامعة صنعاء، وأكاديمي آخر، و26 طالب جامعي في كليات الهندسة والطب والعلوم التطبيقية والفيزياء والأقسام العلمية والفنية، وفتية كانوا ولا يزالون أبرارا طاهري القلوب أنقياء الصفحات والصفات، تسكنهم آيات القرآن الكريم، وقد رضعوا منه حب الوطن والتضحية من أجله بالمال والدم والفؤاد والروح، هؤلاء هم "المتهمون" في نظر العصابة المجرمة الإرهابية من ثنائي الإنقلاب، مليشيا الحوثي وعناصر المخلوع، في عهدهم تغلق الجامعات والمساجد، ويزج بالعلماء والمحامين والأكاديميين والصحفيين في السجون، بينما يصبح اللصوص وزراء وقادة!.
***
وفي تفاصيل المهزلة التي أرادوها، قدموا دعوى تتهم الأبطال الـ 36 بارتكاب ما وصفوها ب "الجرائم" التي لفقوها وهذا لا يحتاج إلى كثير من الذكاء لتفنيد ذلك، فهي كلها لعنة ارتدت في وجوههم، لكن كل تلك الدعوى مؤرخة في العام 2016، بينما تم اختطاف أغلب الأبطال من الأحرار36 في شهر يونيو 2015م أي قبل حدوث تلك الأعمال بنحو عام، هكذا يزجون بمن معهم، يورطون كل عناصرهم لأنهم يدركون أنهم غرقوا في الوحل، وأن جرائهم بشعة للغاية، فسارعوا في توريط حتى من يفترض أنهم "قضاة" ورطوهم في جرائمهم، عبر هذه المهزلة!
وفي عريضة "الاتهام" أن الأبطال قدموا احداثيات لما وصفوه بـ "العطوان" وهذه الإحداثيات ، لمقر القاعدة الجوية في صنعاء وجبل نقم، والقصر الرئاسي، والنهدين!! أرأيتم كيف يسعون لتوريط "قضاتهم" وكل من معهم في جرائمهم؟!
هل كانت القاعدة الجوية مكاناً سريا؟! هكذا ورطوا عناصرهم في القضاء وكشفوهم كمساهمين في جريمة التعذيب والقتل تحت التعذيب، والاختطاف والاخفاء القسري!.
بعد عامين يقف المختطفون شامخون أعزاء، أقوياء، أرواحهم جبارة منتصرة، يرددون النشيد الوطني، يتغنون بالجمهورية، يهتفون بألحان الوطن في وجه "صرخة إيران"، ينتصرون وتنتصر أرواح الشهداء الذين قتلوا تحت التعذيب، وقفوا يحيونهم بعظمة وشموخ وكبرياء: واذكري في فرحتي كل شهيدي ... وامنحيه حللا من ضوء عيدي!
رددي أيتها الدنيا نشيد الأبطال، ردديه حتى يأتي الصبح، ولمن سأل عن الصبح فإن الصبح قريب.