الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٥ مساءً

جنوب اليمن وفصيل فك الارتباط

عبد الإله الحريبي
الثلاثاء ، ٠٩ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠١:٠٧ صباحاً
يخوض فصيل من الحراك الجنوبي السلمي الذي اصبح مسلح ، معركة تهدف لعودة الدولة الجنوبية السابقة ، تحت شعار فك الارتباط ، وقد كان لطموحات هذا الفصيل تأثير على سير المعارك الحربية ضد ميليشيات الحوثي وعلي صالح ، من حيث تأخر الحسم العسكري في تعز التي تعتبر شريان هام يربط بين جنوب وشمال اليمن ، وهذا الفصيل كانت له علاقة معروفة مع الحوثيين قبل انقلابهم على شرعية الرئيس هادي وكذلك كانت لديهم علاقة قوية مع إيران ، تكونت هذه العلاقة بفعل عدم وجود حاضن وداعم دولي لمطلب فك الارتباط ، ومن هذا الباب كان دخول ايران في سياسة الحراك الجنوبي او فصيل مهم منه ، دخول ميليشيات الحوثي وصالح للجنوب بعنف وقوة خلط الاوراق ، وإلتفاف الاقليم المجاور لليمن عسكرياً جعل هذا الفصيل يتحول ١٨٠ درجة في سياساته ، فرمى بثقله على الامارات ، مستغلاً الصراع الموجود بين الاخوان والامارات ، من اجل تصفية حساباته مع اخوان اليمن ( حزب الاصلاح ) ، الذي كان له دور بارز في حرب صيف ٩٤م ، وكذلك استغلال هذا العداء والخصومة بين الامارات والاخوان في دعم طموحاتهم بجنوب بلا اخوان ، ومن خلال بعض الاحداث يتبين صعوبة إجتثاث الاخوان من الجنوب ، كما حدث لمقر حزب الاصلاح في المكلا واعتقال مدير مكتبه وحارس المقر ، وما أثاره هذا العمل من ردود سياسية ، وكذلك ما حدث قبل أيام في عدن من احراق مقر حزب الاصلاح ، الطموح الذي يتبناه هذا الفصيل بفك الارتباط يقف في طريق تحقيقه عدم وحدة الشارع الجنوبي في هذا المطلب ، فقطاع مهم وفاعل لا زال مع بقاء دولة اليمن موحدة وإن بطريقة جديدة وأقصد هنا ( الفيدرالية ) ، دولة اتحادية من عدة اقاليم ، كذلك عدم وجود قيادة جنوبية موحدة ، بل قيادات تتصارع فيما بينها ، وهو ما ينذر بحرب بينية في الجنوب أشد من هذه الحرب التي تدور رحاها في طول البلاد وعرضها ، تجربة انفصال جنوب السودان عن شماله لا زالت ماثلة ، وهي تجربة أدت الى اوضاع سيئة جداً في جنوب السودان حيث اندلعت حروب بين تيارات جبهة تحرير جنوب السودان ، وزادت معدلات البطالة ، وكذلك معدلات ارتكاب الجريمة ، وإقتصاد جنوب السودان في حالة يرثى لها ، بالرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمها جنوبيوا السودان لتحقيق هذا المطلب ، مستقبل جنوب اليمن مرهون بتوحد قياداته واختيارها لقيادة واحدة تمثل جميع فصائل الحراك الجنوبي والقوى السياسية الفاعلة في الجنوب ، تعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الخاصة بالقضية الجنوبية ، مرهون بتسامح حقيقي للجنوبيين بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية وذوبان المناطقية التي تنخر في كياناتهم وشعاراتهم ، لعل مفتاح الجنوب أيضاً في وقوف الجنوبيين صفاً واحداً اليوم مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في لحج وتعز والضالع ، تحرير تعز له معاني عديدة ، ليس من بينها الاضرار بالجنوب ، وانما تخليص الجنوب ومحافظاته من ميليشيات الحوثي وصالح ربما للابد ( للعلم ما زال هناك تواجد لميليشيات الحوثي وقوات صالح في بعض الضالع وبعض لحج وبعض شبوة ) ، وقيام نظام جديد يقوم على إحترام حقوق سكان كل اقليم ، مصير الجنوب في يد ابناء الجنوب ، والشعارات والافعال التي توتر بين ابناء الجنوب والشمال ستنقلب على من يطلقها ، لأن الوضع الحالي لم يعد كما كان من قبل ، حدثت متغيرات كثيرة ، وما حدث من محاولة عمليات تهجير لعمال ينتمون لتعز قبل فترة ، وغيرها كانت نهايته بينة وواضحة ، واستنكر هذا العمل الجميع ، بما فيهم اولئك المطالبين بفك الارتباط ، يقظة الجنوبيين ضرورية حتى لا تكون افعالهم وبالاً على مستقبل الجنوب ، أحياناً بعض التصرفات والافعال تخدم القوى المناوئة لمطالب الشعب في الشمال والجنوب كالحوثيين وصالح ، وبخاصة رفع شعار الجنوب العربي الذي من خلاله يتم إنكار يمنيتهم وهذا قمة الغباء ، واللعبة الدولية القائمة هي اكبر من ان يحرك الجنوب فصيل معين مهما كان الدعم المادي المقدم له .. خطاب المحافظ الجديد لعدن الاستاذ / عبدالعزيز المفلحي يحمل الكثير من الامال لعدن ولمشروع الدولة الاتحادية .

*خاص بيمن برس