الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٤ صباحاً

يا الله كيفَ حالُ المخطوفين في رمضان.. ؟

محمد المياحي
الاربعاء ، ٠٧ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٠١:٥٥ صباحاً
في السجنِ، هناكَ في المُعتقل ، حيثُ لا سجادة ولا ماء ولا حُرية ، هناك في قلب الظلامِ المُرّ يفترشون بلاط الزنزانة ويسجدون لكَ يا الله،
هناكَ حيثُ السماء منخفضة أكثر، يتوضأون بالدمِ ويقفون على أقدامهم الجريحة يناجونك: يارب نحنُ هنا نتوجعُ كلّ ليل، كلّ نهار، كلّ حين وآن، يارّب نحنُ هنا نصومُ في الظلامِ أسقط علينا قليلُ من الحرية وكثيرُ من النور..!
المخطوفون:
في السجنِ أجسادهُم ناحلة وعيونهم أكثر حدّة وقوة، يصلون بلهفةٍ أكبر منّا وتشهقُ قلوبهم نحو السماء، يارّب إنّا مظلومين فانتصر لنا..!
المخطوفون :
يصومون بإخلاص أكثر حرارة؛ كي تتحررَ أجسادهم من قيود الخطايا، يتحررون بالصومِ لكنّ أياديهم مطوقة بقيدِ السجان، تصفو قلوبهم في دياجير السجن ثم ترِق أرواحهم وتصعدُ إليك يا الله، انظُر اليها كيف أصبحتت شفافة لا تُرى، إنها تبتغي الخلاص منك.. !
المخطوفون:
يستغفرونك يارب من ذنوب لم يرتكبوها، وهل يُذنب المختطف..؟
يُطالبونك بأن تغفرَ لهم عبثية الحياة في المعتقل، يسألونكَ السماح إذ أنهم فاقدي لحرية الفعل، أرواحهم حرة لكنّ أجسادهم ليست مملوكة لهم، انها في قبضةِ السجّان..!
يصلون لك كثيراً، ويبكون، لابدّ أنهم يذرفون دمعاً غزيراً ، وحين يرفعون رؤوسهم من الصلاة يلتفتون شمالاً ولا يجدون أبناءهم تركض بجوارهم، ثم يلتفتُ يميناً فيجد المُصلي في الزواية صديق أخر يصلي مختطف مثله يواصل البكاء شاهقاً ببصره نحو السماء، يا رب متى يكون الخلاص..!؟
المخطوفون :
أولئك البشر المنسيون في زنازينِ الموت، أصدقائنا الذين كانو معنا ذات يوم وصادر عفاريت الجبل حياتهم، كانوا هنا يارب قبل عامين وحرب، كانوا هنا يمرحون مثلنا يسهرون ويكتبون ويشربون الحياة مثل باقي البشر على هذه الأرض.
كانوا هنا وصاروا هناك، معزولين عن كلّ شيء، يا ترى كيف تدورُ عجلة الزمن بالنسبةِ لهم، هل يضحكون كثيراً مثلما كانوا يفعلون معنا، هل يحسون بالحياة مثلنا أم أن وحشة الزمن تنهش أرواحهم في الغياب ولم يعودوا يفهمون ماذا يعني العيش للانسان حين تكون حياته مخزقة هكذا..؟!
ما جدوى الحياة بهذه الصورة يا رب..؟!