الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤١ صباحاً

التاريخ سيكتب .. 300 فرد هزموا 60 الف !

فتحي بن لزرق
السبت ، ١٦ نوفمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٥:٤٣ مساءً
الإعلام شيء كارثي في تاريخ الشعوب إذا لم يٌحسن استخدامه وإذا لم يوكل أمره إلى "أهله".
وفي "عدن" أوكلت "الإمارات" إعلامها والمجلس الانتقالي إلى غير أهله فجازوها بما جازى الحمار "أمه".
في الحرب الأخيرة التي شهدتها محافظات شبوة وعدن وابين ارتكب هذا "الإعلام" اكبر خطأ بحق "الإمارات" والمجلس الانتقالي.
اندلعت المعارك وخلال 48 ساعة انهارت أكثر من 27 معسكر ولواء بنتها الإمارات وجهزتها ودربتها ومولتها طوال 4 سنوات مضت.
60 ألف جندي ذهبوا أدراج الرياح .
وبدلا من ان يذهب هذا "الإعلام" ليقول للناس ان كل هذا الجيش العرمرم سقط لأنه واجه قوة اكبر منه وجيش أضخم ، ذهب ليقول للناس ان افراد قبيلة "يمنية" لا تكاد تٌعرف هم من قاموا بهذا العمل الضخم!.
"ال طعيمان".
اسم تردد كثيرا ..
ال طعيمان تقدموا.
سيطروا .
هاجموا.
كنا في المقابل نُصر على ان المعركة بين قوات الانتقالي والإمارات وبين جيش الحكومة الشرعية، الجيش الذي يتشكل من محافظات كثيرة.
كنا ندرك انه ومهما اختلفنا مع "الانتقالي" ومهما اختلفنا مع الإمارات إلا إننا لن نرضى ان نكتب ان 300 مقاتل هزموا 60 الف واسقطوا في ساعات عشرات المعسكرات، لان هذا تاريخ وسيُكتب وسيُدون .
كانوا بغباء شديد يصنعون مجدا غير متوقع لقبيلة ال طعيمان.
والحقيقة انها كانت معركة عسكرية شارك ابناء ابين وشبوة ومحافظات اخرى في قوامها الاساسي.
ما الذي سيكتبه التاريخ عنها بسبب غباء "إعلاميي الانتقالي"؟.
ستقرأون بعد سنوات من اليوم في ويكيبديا التالي :"
"ال طعيمان" القبيلة الصغيرة التي حركت 300 من افرادها في أغسطس من العام 2019 من مأرب فاجتاحوا خلال 48 ساعة 27 من المعسكرات والألوية التي جهزتها الإمارات لـ4 سنوات في شبوة وابين وعدن .
تناول مقاتلا منهم فطوره الصباحي في عزان وتغدى في جولة الرحاب بخور مكسر.
300 فرد هزموا 60 الف من المقاتلين..
هكذا سيُكتب التاريخ للأسف الشديد وهو ادعاء لم يقله "ال طعيمان" ونصر لم يتحدث به اهل مأرب ولم يدعوه ، هذه بطولة خلعها عليهم "إعلام الانتقالي.
هذه ادعاءات دونها "إعلام الانتقالي"..
ورددها ورسخها في عقول أنصاره..
4 سنوات من التأهيل والأموال الطائلة التي خسرتها "الإمارات" لينتهي الأمر بإن يقول هذا "الإعلام" ان قبيلة يمنية صغيرة لاتكاد تُذكر هزمت "الإمارات" وقواتها في "اليمن"!.
سألني احدهم :" كيف انتصرتم على إعلام الانتقالي ..؟
قلت له :" لم نفعل شيء سوى إننا استثمرنا أخطاء هذا "الإعلام" وما أكثرها...
أعترف إننا حققنا "تفوقا نوعيا" على هذا الإعلام خلال السنوات الماضية ليس لكثرة عددية ولا لإمكانات خارقة ولكنهم فقط "اختاروا" الأشخاص الخطأ في الأزمنة الحرجة..
نثروا أخطائهم على طول طريق طويلة فالتقطناها واحدة تلو "أخرى".!
وبسبب هشاشته نجحنا في نقله من قضية إلى أخرى ومن حدث إلى أخر ومن ادعاء إلى غيره حتى بات غير قادرا على التقاط أنفاسه.
لا شيء أكثر من هذا ..
هذا الإعلام كارثي بكل ماتحمله الكلمة من معنى..
لقد زوروا التاريخ ومنحوا "ال طعيمان" مجدا فوق المتخيًل..
منهم لله..