الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٠ مساءً

جرد نهاية العام..

فكرية شحرة
الاربعاء ، ٠١ يناير ٢٠٢٠ الساعة ٠٩:٠٠ مساءً

في إحصائية مؤكدة، غيبيا، لا يوجد بيت في ربوع اليمن لم يدخله الشقاء والبؤس في صورة ما، وما أكثرها خيارات الشقاء في اليمن!!

يتم رصد أحداث العام السياسية وفجائعها، ويتغاضون عن رصد الأحداث الإنسانية بقبحها المفجع، كأنها غبار الحرب، أو ناتج طبيعي لسياستهم!!

ملفات صغيرة مهمشة، لا تستحق أن تكون حديث الحصاد هنا أو هناك!! نورد بعضها على سبيل التحسر، فهي الملفات التي لن تغلق أبدا، وستظل جراح مفتوحة يطمرها الاهمال ولا تنسى:

- الانفلات الأمني وشيوع الجريمة البشعة في أوساط الناس، وتعالي نسب الانتحار والجنون والأمراض النفسية والخراب الأسري.

- وضع الطفولة المؤلم، حيث ترتفع نسبة الجريمة ضد الطفولة من: خطف، وقتل، واغتصاب، ومتاجرة، واخضاعهم للعمل..، بالإضافة إلى: لا غذاء ولا دواء، ولا رعاية في حدها المعقول تقدم لشريحة كبيرة من الأطفال..

- النهب والبسط على ممتلكات الغير، والضعفاء منهم خاصة، أسوة بحكومة النهب والنهابين..

- 24 مليون مواطن- بما يعادل نسبة 80%- يتهددهم خطر المجاعة؛ 14 مليون منهم بحاجة لمساعدات عاجلة.. (والمنظمات الخيرية، المنوط بها المساعدة، تقع تحت طائلة اللصوصية والاتجار)..!!

- كارثة العملة الأخيرة، كانت بمثابة الغصة الأخيرة في حلق المواطن..

- المعتقلون بالمئات؛ كما هم مغيبون تحت التعذيب في سجون المليشيا..

- اختطاف النساء واعتقالهن، وتوارد أخبار مؤكدة عن خضوعهن لاستغلال جنسي ومتاجرة بشرفهن..

- في حين يطلق سراح أسرى الحوثيين بالمئات، ويتم تجاهل مناشدات أهالي المختطفين من أجل أطلاقهم..

- ملف الجرحى أقبح ملفات الشرعية، حيت التجاهل والابتزاز والتعفن على سرر المستشفيات..

- مستحقات الطلبة والمبتعثين، وسرقات المنح والتلاعب بها؛ حديث يستجدي التضامنات بين فترة وأخرى..

- حالة التعليم التي وصلت إلى أسوأ ما يمكن، وصارت عملية تجهيل منظمة..

حين نقول أن الوطن تصدع، وأن هناك شرخا اجتماعيا قد حدث، علينا أن نتخيل ذلك الأخدود الأسود من الفقر والضياع، الذي ابتلع داخله الشريحة الأكبر من أبناء الوطن..!!

كل عام نعتقد أن الأحداث الأبرز فيه هي حصاد ذلك العام وتطوراته.. هكذا نبسط مآلاتنا بزمن محصور بتاريخ محدد، ونتناسى أن ما وصلنا إليه هو حصاد تاريخ ممتد، غير محصور بمدة من السلوكيات الخاطئة تجاه الوطن والإنسان..!!

فكرة الانتماء الهامشية، دون تنمية الاعتزاز بالقومية والأرض، وإن تداركناها مؤخرا بعد دعاوى مبطنة لهوية مطاطية هدفها مسخ الهوية اليمنية..!!

كل هذا حصاد التنشئة الخاطئة للأجيال، على عدم حب الوطن، وحب الحياة فيه وليس الموت على ترابه..!!

حصاد التفريط في السيادة والارتزاق على حساب الوطن عبر عقود من الزمن..!!

هذه الملامح القاتمة لوضع اليمن، تجعلنا ندرك أن الانجاز الوحيد لعام 2019 هو استعداد اليمنيين لعام أشد سوءً منه..