الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٠ صباحاً

ألم يحن الوقت!

جميل عز الدين
الأحد ، ١٦ فبراير ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:١٤ مساءً

ألم يحن الوقت بعد للتصحيح وإزالة كل الشوائب العالقة في جسد الشرعية حتى تتمكن من النهوض وإلافهي من تجني على نفسها. مسؤولون بالمئات محسوبون على الشرعية وهم في الحقيقة خناجر مسمومة تعمل على تمزيق أشلائها سرا وعلانية.. وللأسف الشرعية من تمنحهم ثمن الخناحر والسموم وتسهل عليهم مهامهم وتغدق عليهم بالنعم بينما من يقاتلون معها بإخلاص لاتلتفت إليهم وهذا بيت الداء! فحين نرى المئات ممن يعملون معها يتهمونها بالعجز والفساد وهم للأسف جزء منها ومن مكوناتها المتهمة وكأنهم يتحدثون عن أنفسهم
فالضابط الذي يستلم بالدولار وتحت قيادته لواء عسكري يستلم كل اعتماداته وهو موجود في المهجر جعل شغله الشاغل مهاجمة الشرفاء والتقليل من شأن ذلك الضابط والجندي المتواجد في ميادين القتال والذي ضحى بروحه ومايملك وراتبه لايكاد يساوي واحدا بالمئة ممايستلمه ضابط المهجر..
والمتسيس الذي منح قرارا بصفته الحزبية أو القبيلية أو لقدرته على كسب ود هذا السفير أو ذاك وهو لايكاد يجيد في السياسية سوى فن الكذب والتملق وإعداد الولائم يهاجم بشراسة من يقودون الدولة من الجبهات ويقاتلون في مقدمة الصفوف وقدموا من أولادهم وقبائلهم الشهيد تلو الآخر ويتهمهم بالتخاذل وعدم المعرفة والفساد متناسيا أنه يمثل الفساد بعينه إذ كيف يحق له أن يستلم راتبا بالدولار وهو يقيم داخل فلة مكيفة بلاوظيفة ولاعمل ولايقدم للوطن شيئاً مقابل هذا الراتب الذي يجعله يطعم أهله من المال الحرام متجاهلا أن هذا المحافظ أو القائد في الميدان كان يقاتل الميليشيا ويحرر الأرض والمحافظات التي يديرها بينما كان هو في حضن الميليشيا يحشد لها المقاتلين من كل مكان وماتركها الا عندما نزعت منه وجاهته وداست كرامته فخرج ليقف في صف الشرعية انتقاما لسلطانه الذي نزع لا دفاعا عن الوطن..
وكذلك نجد الإعلاميين الذين فروا من جحيم الميليشيا بعد أن سبحوا بحمدها لسنوات وفتحت الشرعية لهم أبوابها ومنحتهم الرواتب بالدولار والقرارات دون أن يعملوا في أي وسيلة إعلامية فقط رواتب وقرارات وهم في منافيهم لاشغل لهم سوى تكذيب ماينقله رفاقهم الإعلاميون من الميدان وتسفيه من يعملون ليل نهار في وسائل إعلام الدولة ورواتبهم لاتتجاوز ١٠٪؜ من رواتب أولئك الذين يطعنون بهم وبما يقدمون
رغم أنهم يعملون بإخلاص وليس لديهم قرارات وعليهم أحكام من قبل الميليشيا ولايستطيعون العودة الى بلادهم بينما هم قادرون على العودة لأن كتاباتهم لاتمس الميليشيا فهم فيما يكتبون يهاجمون الشرعية أكثر من دفاعهم عن الوطن بمعنى ان الشرعية وفرت لهم الأجواء المناسبة ليتمكنوا من مهاجمتها
وعلى هذا يمكنك القياس ولكني هنا لا أحمل المسؤولية هؤلاء المتحذلقين ولكن من تساهل معهم في زمن الحرب ومن منحهم قرارات ومناصب مكافأة لهم على تخوين الشرعية ورجالها وجنودها.. رغم علمهم بتلون هؤلاء وعدم ثباتهم فحين جاءوا الى الشرعية كانوا يمجدون ويهللون ويكبرون ويمدحون ابطالها وعندما فتحت لهم نوافذ أخرى يحصلون منها على عائد مادي أكبر تحولوا إلى سيوف تقطع جسد الشرعية.. وبالطبع هناك من ينتقد حرصا على الوطن وهؤلاء قلة وربما تصيبهم اتهامات الجميع بالإرتزاق..
أخيرا أقول ليس من حقنا في المنفى أن نقلل من تضحيات وجهود من هم في ميادين الشرف مهما كان توجههم السياسي .ولامجال للمقارنة بين المجاهدين والمجاهرين بالكذب فإذا لم نكن معهم فلايجب أن نكون ضدهم أقل شيء من باب الحياء
وكذلك على الشرعية أن لاتتهاون معهم وبما أنها قد أصدرت لهم قرارات ومنحتهم رواتب وسكن والعاملين معها دون هذه المميزات فيجب عليها أن تجد لهم وظائف ينشغلون بها ويأكلون حلالا بدلا من الفراغ الذي جعلهم ينشغلون بتثبيط عزائم الرجال في الميادين
كما أن الشرعية ملزمة بمحاسبة كل المفسدين والمتخاذلين ومن تسببوا بالإنكسارات الأخيرة
وإلا فإنها تجني على نفسها..