الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٣ مساءً

البقاء للأصلح

حيدرة محمد
الثلاثاء ، ١٧ مارس ٢٠٢٠ الساعة ١١:٥٦ مساءً

يسعى الخارجون على سياقات الحقيقة والواقع والمصداقية والشجاعة الأخلاقية إلى مواصلة محاولات التضليل والتزييف والاستمرار بتعبئة وضخ أنصاف الحقائق في قوالب مقيتة وعفنة تحركها ثقافة "الإنغلاق" ومرض عضال "الأمية السياسية" وهم يصرون على تبرئة ساحتهم وجبهتهم من المسؤولية تجاه التزاماتهم وتعهداتهم والتي تعتبر بمثابة "الفرصة الأخيرة" لهم إذا ما أرادوا حقا ان يغتنموا الفرصة وإذا ما كانوا جادين فعلا على عدم إهدارها وإضاعتها ..

ولعل أولئك الفشلة لم تعد العيون الثاقبة تخطئهم ولم تعد تجدي نفعا لهم كل مغالطاتهم وتخرصاتهم التي تطفح بها الصحف والمواقع ومنصات التواصل دون أي جدوى او طائل امام سياسية "تضييق الخناق" المتواصلة لأجبارهم على تنفيذ ما عليهم  والمضي نحو ماهو أبعد من الخطوات الأولى ..

غير ان أشكالية "التعنت الزائف" لاتلوي على شيء يستحق العرقلة والتعطيل ، بعكس ما قد يظنة البعض من المغفلين والسذج المضحوك عليهم بالشعارات الرخوة  والعنتريات المخمورة مع كل تحرك عملي يلقى على عاتقهم للإيفاء بما قطعوة ووقعوة ، إلا أنهم ماضون في غيهم وقد ملؤوا فضاء جبهاتهم و"عالمهم الأفتراضي" بالصراخ والنياح بعيد خطوة الإيقاف والمنع ..

مايحدث على ثرى "عروس البحر" يندى لة جبين كل حر ، القتل والسطو ونهب الأراضي والأختطافات والفوضى العارمة التي تجتاح المدينة أحالت حياة الناس الى جحيم في ظل استمرار الوضع القائم على ماهو علية ، لا يمكن ان تمضي عجلة التقدم وهكذا وضع يضرب بأطنابة ولا يريد ان ينكفأ او يزول ..

كثيرون أيدوا ونافحوا ودافعوا عند ولادة "الجنين المسخ" وكثيرون من اكتشفوا أنهم كانوا يتوهمون ويحلمون بالسراب وهم يحاولون وطنا بأي ثمن ومهما كلفهم ذلك الثمن ، حلموا بوطن لا يقصي ولا يلغي ولا يوزع أوسمة الوطنية وصكوك الخيانة بأنتقائية نفعية تحددها المنطقة والجهة ، وطن لة كامل إرادتة المستقلة في الداخل ومع الخارج ..

ومع كل هذا فإن مايدور اليوم كان متوقعا بل كان أكيدا وليس بالأمر المستغرب ومع الوقت سيهزم الجمع ويولون الدبر ولن يبقى إلا الأصلح والأنفع لهذا الشعب الذي آن لة ان يستفيق من وهم مايسوق لة من مزايدات مزادات اسواق النخاسة السياسية على حساب مستقبلة ومستقبل أجيالة والذي لن يكون بخير والفاشلون يعترضون طريق إنبلاجة ..

ولن يكون الصبر طويلا فقد يضيق الذرع ويجبر كل من ضاق ذرعهم للتداعي على "أكلة القصعة" لكبهم في المنافي التي تليق بهم لأن "فوهة البركان" لا تقبل القسمة على أثنين !