الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤١ مساءً

الحقيقة المرة

أروى راجح
الثلاثاء ، ٣١ مارس ٢٠٢٠ الساعة ٠٤:٤١ مساءً

اليمن ليست جاهزة لاستقبال كورونا إلى اليوم.. هذا ماكانت تخفيه وزارة الصحة عن الجميع إلى أن ماتت الطفلة جوهرة عبدالله متأثرة بأزمة ربو والتهاب رئوي في إحدى المستشفيات في عدن، بعد الاشتباه في حالتها بأنها حاملة لفيروس كورونا المستجد.

قامت الدنيا ولم تقعد وقدم الأطباء كل تصريحاتهم للدفاع عن أنفسهم وزملائهم وتم التصريح من الأطباء أنفسهم داخل المستشفى بأن الوزراة هي الملام الأول في ماحدث ومايتوقع حدوثه الأيام القادمة.

الأطباء صرحوا أنه لايوجد حجر صحي ولاتوجد أي إجراءات وقائية ولا احترازية، لايوجد أي معدات طبية ولايوجد أي جاهزية أو استعداد لاستقبال حالات مصابة بالكورونا أو حتى مشتبه في إصابتها.

هل لكم ان تتخيلوا في ظل هذا الوضع البائس لمستشفياتنا كيف يمكن مواجهة الكورونا؟؟ هل لكم ان تتخيلوا أن الحكومات في البلاد تتصارع فيما بينها من أجل استلام المعدات الطبية التي أرسلتها المنظمات العالمية! يتنازعون فيما بينهم من له الحق في استلام هذه المواد ومن له السلطة والنفوذ أكثر من الآخر.

لن أعفي الأطباء كل العفو مما يحدث ولن نلقي كل اللوم عليكم ولن نتخلى عنكم؛ لكن الحل ليس فقط في الشكوى والتذمر وإلقاء اللوم على الوزارة.

لابد من المطالبة بحقوقكم وحمايتكم وتجهيزكم، لابد من وقفة جادة أمام فساد الوزارة وتخاذلها، انتم جنود هذه الحرب التي تأجل اشتعالها في بلادنا، لعل الله سمع دعاء أحد الصالحين وكفانا شرها إلى اليوم لإعطاء الفرصة لإنقاذ الكثير من الأرواح.

قدركم أن تكونوا أطباء في بلد ضاعت فيها الحقوق وطغى فيها الفساد حتى وصل الأمر إلى المتاجرة بأرواح الناس على حساب سلطتهم وحكوماتهم الفاسدة، أنتم الأمل الوحيد للنجاة من جائحة لم ترحم أحد.