الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٠ صباحاً

التخويين السياسي

إلهام الحدابي
الأحد ، ٠٨ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
لماذا خرجنا للثورة؟ أغلبنا إن لم نكن جميعاً سيقول من أجل التغيير،لكن ثمة فرق بين التغيير الذي خرجنا بالفعل من أجله ،وبين التغيير الذي تروج له قنوات الإعلام،حتى بات الكثير يردد كلمة التغيير غير أنها مفرغة من مضمونها.
وبعيداً عن هذا وذاك علينا أن نعيد التساؤول على ذواتنا لنتأكد من أننا بالفعل نريد التغيير الذي دفع ثمنه مقدماً من دماء الأحرار.

يسعى البعض لتحويل مفردة الشباب ،إلى جملة اعتراضية في جسد العمل الثوري،ويسعى البعض إلى أن يلبس الأحزاب فزاعة الإسلاميين،أو على الأقل تحميلهم أخطاء ردح من زمن أسود لا يد لهم فيه،والمنصف لا ينكر أن هناك ثمة لبس في تقمص الأدوار بين الطرفيين،حيث يسعى البعض إلى أن يجعل الشباب هم الثورة وكفى،أوهم التغيير،وهم الوطن،وهم السياسة،وهم كل شيء،والعاقل يقراء أن من الإجحاف أن نربط الثورة بأحد مكوناتها،والدليل على ذلك أن ثمة شيوخ وأطفال ونساء وأحزاب كانوا فاعليين في كل خطوة، والواقع يخبرنا بأنه من غير المجدي أن نطبق عكس المثل الذي يقول:اعطي الخبز لخبازه،فثقافة الشباب السياسية ليست بالقوة التي تمكنه من الفوز على رأس الحرباء صالح،لكن الأحزاب قادرة على الخوض في هذا المجال،لذا لجأت إلى المبادرة كحل أمثل وفق سياساتها،لكن على الشباب أن يدرك أن ثمة أمر ما بيدهم ،ويستطيعوا ان يقفزوا من خلاله فوق كل التوقعات،وذلك من خلال السعي الجاد لاستيعاب العمل السياسي والخوض فيه بقوة،ولا ننسى أن المبادرة لا تعني الشباب على وجه الخصوص إذ أنها لم تلبي مطامحنا،لذا مالمانع في قرأة النص مرة أخرى ،وتوزيع الادوار بما يحقق المصالح الحقيقية للشعب اليمني،ولكن لن يكون ذلك إلا إذا فهم الشباب دوره الحقيقي في الثورة،إذاً أين هو هذا الشباب؟ام أننا أتقنا فن اللوم والشتم للاحزاب وغيرها من الجهات التي قدمت قدر استطاعتها،فعلينا أن نقدم نحن قدر استطاعتنا.

وفي خضم هذه الأحداث برزت لنا قضية برأي هي أشد من قضية الجنوب أو الحوثي،لأن تلك القضايا الشائكة تنتظر حلها بعد الثورة،أما هذه القضية إن لم تجد حلها في أتون الثورة فلن يكون هناك ثورة،وإنما تاريخ أسود يلف الأطراف المتناحرة على حساب الشعب،هذه القضية هي التخوين السياسي،إذ أننا بدأنا نلاحظ أنه سياسة التراشق بالألفاظ ،والتخوين صارت أسهل شيء،حتى ضجت الساحة بالتنافرات السياسية والشك المبرر،ونسينا قضيتنا الأساسية.

قد يكون الرأي هو ثمن ذلك التخوين السياسي،ولكن علينا أن ندرك انه ليس من حق أحد أن يطلق تلك التهم الجاهزة إلى على بينة ،حتى لا يختلط الحابل بالنابل،فثمة خونة حقيقين يتسترون خلف جهل البعض،ويبادرون لإطلاق تلك التهم المعبأة كقنابل موقوته لا هم لها سوى إجهاض الثورة.

وعلينا أن نقف كيد واحدة من أجل أن نوقف هذه المهزلة،لأنها بالفعل لا تخدم إلا طرفاً واحداً،وأياً كان هذا الطرف،فهو لا يسعى إلا لخدمة مصالح لا تصب في إطار الثورة.

مفردة الشباب يجب أن تنهض لتغير خريطة الواقع،لذا علينا كشباب فاعل،وكمكون أساسي للثورة أن نعالج هذه القضية،فهي بالفعل قضية فاصلة في الثورة،لأن الثقة أساس كل شيء،ونقول لأحزابنا أن يجعلوا الشفافية هي القاعدة الأساسية التي ينطلقوا منها،ليطمئن هذا الشعب الذي سئم الكذب والتضليل،وممارسة سياسة الإخفاء تحت ذريعة حماية الوطن،فالشفافية هي أكبر حماية للوطن.

ونقول لكل المتسلقين والمتزلفين ممن يحسبون كنشطاء او حزبيين ،او غيرهم،الوطن أقوى من كل مطامعكم،وأقوى من استغلال جهل البعض،واستجداء حماستهم لتصب في غير مصالح الثورة،نقول لهم مازال صدر اليمن يتسع للجميع،يتسع لكل أمالنا وآلامنا،فلنبنه معاً،وإن أردتم غير ذلك فلا نقول لكم إلا فاتكم القطار…فاتكم القطار.