الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٧ مساءً

عام الشباب

إلهام الحدابي
السبت ، ١٤ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
أتينا صباح أو مساء ثم يغادرنا،ونحن العرب نسير وفق قاعدة مكانك سر، حيث اعتادنا ان نجعل قضيتنا هي لقمة العيش بسبب الحكومات الديكتاتورية،ولكن هناك قاعدة اخرى كثيرً ما كنا نتسامع بها وهي (دوام الحال من المحال)وسبحان مغير الاحوال،فجأة انطلق بيت الشابي مجلجلاً(إذا الشعب يوماً أراد الحياة….

وفجأة أرادت الشعوب العربية الحياة،وأحرقت قاعدة عاش الملك لتعيش هي كملكة وصانة للقرار. أجمل ما في العام المنصرم هو أن كلمة(المستحيل )صارت جزء من الأمور الغير مسلم بها، وأن مفردة(الشباب) أصبحت كلمة قوية في حياة الشعوب،ومفردة(حقوق) تحولت إلى حقيقة يجب أن تطبق،واستدحدثت مفردات صارت جزء من ذاكرة الوطن التي لا يعيش إلا بها،وصارت المسيرات والمضاهرات والاحتجاجات السلمية جزء من كيان المجتمع الحضاري،وأصبح الشعب العربي فجأة أحد أهم المصدرين للعالم،غير أن منتجه لم يكن تيوتا،أو جالكسي،أو دانتيل…إلخ..، ولأن منتجه لا يباع وإنما يوهب..استحق أن يحمل اسم الشعوب العربية ويخلدها في التاريخ،لأن (الحرية)لا تتوفر إلا في أسواق الشعوب الشجاعة،والتي صارت الشعوب العربية أحد مكوناتها.

واجمل ما في الثورات،ان لكل منها نكهته الخاصة،ولونه الخاص،صحيح أنها جميعاً صبغت بالدم،وصحيح أنها اشتركت في حجم الغضب وكيفيته،وصحيح انها انطلقت لتقتل الظلم،لكن بقيت كل واحدة منها مخلدة في تاريخ الحرية باسم شعبها،فالشعب يريد إسقاط النظام كان لها نكهتها التونسية عندما انطلقت،وطابعها المصري عندما تمددت لتنهي مبارك بعد أن طردت زين الهاربين، وليبيا النصر نكهتها كانت مثخنة بالقتل ولكنها توجت بانتهاء الطاغية،وإرحل اليمنية صبغت ثورتنا بنكهتها الخاصة،والله …سورية..حرية وبس…ما زالت تنبض بقوة في الشارع السوري لتخلق له جو حريته الحمراء،وهكذا تعددت الواننا ونكهاتنا الثورية،ولكنها تنبض في نفس الجسد العربي،ونأمل أن يتواصل نبضه ليتحرر كل الجسد العربي.

في هذا العام …..انا شاب،او أنا شابة،صار لها وقع آخر في نفوسنا،خصوصاً بعد أن أدركنا أنا قادرين على تغيير الواقع بعد غياب دام لعقود ودهور،حيث أن مفردة الشباب ارتبطت بصور سلبية منهاالبطالة،الضياع،الإتكالية…إلخ،لكن هذه المفردة هي التي جعلت من 2011 عام المفاجاءات بعد أن بصقت المستحيل خارج نطاق المسلمات،وبعد أن وهبت حياتها لشعوبها كي تعيش ،لذا استحقت أن تتربع على قائمة أهم الفاعلين في الواقع الجديد،حيث صارت من اهم أولويات العقل الحاكم،فرماد الشباب لم يعد رماداً لأن دمه في الحقيقة جمراً يوقد شعلة الحرية.
والآن…هل أعددتم قائمة احلامكم للعام الجديد؟ لا بأس عليكم أن تحلموا من الآن فصاعداً فمستحيل لم تعد موجودة لغرقنا بظلها القاتم…

بالنسبة لي كفتاة عربية ومسلمة..

أحلم أن تنجح كافة الثورات العربية،وأن تلحق بنا كل الدول التي ما زالت تقبل نعال حكامها وتحرق نفسها من أجل صورة في مشهد سخيف كما حدث في أحد الدول التي للأسف تدخل ضمن نطاق الدول العربية.

أحلم بأن يأتي ذلك اليوم قريباً،حيث نصلي جميعاً في مسرى حبيبنا محمد.

أحلم أن نغني بصدق بلاد العرب أو طاني وكل العرب إخواني…
أحلم أن يختفي شيء اسمه فيزا..

أحلم أن …..لا حدود لأحلامي لأني مؤمنة بأنها كلها ستتحقق
أما أحلامي الخاصة لوطني هي…
أن تستمر وحدته،وأن يأخذ أبناء الجنوب كافة حقوقهم،وأن يحصل كل مواطن يمني على حقوقه،وأن تنتهي كل المظاهر الغير حضارية منه،كالقات والثأر،والأمية،والسلاح،والتشدق والتنطع،والفقر والمرض،
باختصار أتمنى أن يستطيع اليمني أن يفرق بين حقوقه وأحلامه،لإنه إن حصل على حقوقه كالسكن والتأمين الصحي والعمل والحياة الكريمة،سيستطيع أن يحلم بعالم أفضل يعيشه في رحاب وطنه وليس في حضن بلد أجنبي يقطف جهده ويجرعه آلام الغربة.

عامكم جميل بكم،عامكم مليئ بالفخر والاعتزاز،عامكم مليئ بالتغيير والنشاط،عامكم مليئ بالمفاجاءات السارة،عامكم حرية أيها الشباب.