الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٩ مساءً

إفســاد الحيــاة العــــــامة ( الإعلام نموذجاً )

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - علي عبد الله المحروقي

نعلم جميعاً الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في صناعة التحولات داخل المجتمعات سلبية كانت أو إيجابية ولن أتحدث عن هذا الدور.. أنا هنا بصدد الحديث عن الدور الذي يلعبه إعلامنا الموقر وما نوع التحولات التي يصنعها وهل يخدم هذا الإعلام مبادئ وقيم الديمقراطية والحرية والتعددية السياسية والعدل والمساواة وغيرها من القيم التي نتغنى بها ليل نهار..
لست من متابعي القناة الفضائية اليمنية إلا فيما ندر وما ندر هذا يكفي لإبعادي عن هذه القناة حتى ما ندر آخر وبين ما ندر وما ندر تضع الدهشة في رأسي ألف سؤال وسؤال هل حقاً يمنيون من يديرون القناة وإذا كانوا فلم تغيب اليمن ويحضر القائد الرمز .. وهل يعرفون الفرق بين الوطن والأشخاص؟ إذن فلم يصادرونه رغماً عنا لصالح هؤلاء الأشخاص وهل حقاً لدينا ديمقراطية فلماذا لا نسمع إلا صوتاً واحداً ولماذا لا تسمعنا رأياً آخر؟
هل يعرف هؤلاء الذنب الذي يرتكبونه في حق الوطن عندما يحشرون شخصاً أياً كان هذا الشخص وأياً كان المنجز الذي حققه في كل برنامج وفي كل خبر وفي كل قضية بمناسبة وبدون مناسبة؟!!
حال الإذاعة لا يختلف كثيراً وإن كان بدرجة أقل فالزعيم الرمز لا يغيب وأهازيج النصر حاضرة ليس مهماً نوع النصر ولا على من فنحن نتغنى بالنصر كل يوم ونذهب للتسول على أصوات قرع الطبول وأوتار الحماسة وهو كله نصر حتى على بن شملان وأحزاب المعارضة الأمر لا يدعو للعجب فهم ليسوا إلا قوى ظلامية إشتراكية أو إمامية وهذا ليس موضوعنا نحن نتحدث عن دور الإعلام في وطن مليء بالإختلالات هل يعالجها ... هل يقدم حلولاً أم يزيد الخرق اتساعاً ويضع الملح على الجراح..
الرواية لم تنته بعد والإجابة لم يحن أوانها..
الصحافة الإلكترونية فصلٌ من فصول القصة!! أخبار ملفقة وتقارير مفبركة الكذب هو السلعة الرائجة والمهنية أعدمت شنقاً على مذابح المؤتمر نت وأخواتها ونبأنيوز وبنات عمها صناع الكذب يستخدمون هذه المواقع لتصفية حساباتهم ولو على حساب الوطن والمكذوب عليهم ليسوا أعداءً ولا قوات إحتلال بل مواطنون يمنيون صدقوا أن ثمة ديمقراطية وأن ثمة متسع للرأي الآخر..

المواقع الرسمية هي الأخرى لم تسلم من ذلك لكن ليس بنفس القدر والمصيبة فيها أهون فمرتاديها وغيرها من المواقع الإلكترونية هم غالباً من الطبقة المتعلمة والمثقفة وهم قليل على أي حال وتأملوا حجم الفاجعة بالنسبة للصحافة الورقية وجمهورها أكبر ومن جميع الفئات..

أقلام لا تسطر غير البذاءة ولا تدون غير الإسفاف وصحافة لا تخرج علينا بغير الفحش والشتائم .. قيم الوحدة والديمقراطية والصدق التي جنى عليها الإعلام المرئي والمسموع والصحافة الإلكترونية جنت عليها الصحافة المطبوعة أيضاً وأضافت إليها انتهاكاً صارخاً للأخلاق وقيم الفضيلة والشرف!!
سامية الأغبري ليست أول الضحايا ولن تكون آخرهم وقبلها وبعدها تطاولت الصحف الصفراء رسمية كانت أو حزبية أو أمنية على قيادات ورموز المعارضة مستخدمة ألفاظاً فجة والغةً في الأعراض بصورةٍ مشينة مستقبحة.. من يمنح هؤلاء حصانة؟ من يجعلهم فوق الدستور والقانون؟
من ذا الذي أعطى لنفسه الحق أن يعبث بوطننا وبقيمنا وبكل معنىً جميل في حياتنا؟
من المسؤول عن ذلك كله؟
هل العاملين في هذه المؤسسات كتاباً أو موظفين أو إداريين؟
أم راسمو السياسات في الأقبية والغرف المظلمة حزبية كانت أو أمنية؟
أم أنه النظــام المستبد .