الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٣ مساءً

حضر التشطير وغابت اليمن

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
في برنامج (الاتجاه المعاكس) في قناة الجزيرة في الأسبوع الماضي والذي كان بين اثنين أحدهما يمثل منظمة (تاج) والآخر يمثل السلطة اليمنية وقد شاهدت الحلقة كاملة والحمدلله أن الكهرباء لم تطفأ تلك الساعة كعادتها، وقد انزعجت غاية الانزعاج وحزنت وتأملت بسبب ما يلي: أولاً: كلا المتحاورين إنما يمثلان التشطير في بلادنا بأسوأ وأبشع صوره وغابت اليمن بعد أن غابت الوحدة، وهما المعنيتان والمقصودتان أصلاً وفصلاً وأساساً وفرعاً من انعقاد هذه الحلقة، وقد كان الاثنان أحدهما يمثل السلطة والآخر يمثل منظمة (تاج) وكان منطلقهما من مبدأ التشطير كما ظهر من الأخير بوضوح وذلك هو هدفهم المعلن كما تجلى من الأول من خلال انحيازه الواضح لسلطة الاستبداد والفساد الحاكم ونقله صورة مغايرة لما يجري في الواقع على الساحة اليمنية بينما الحقيقة التي نعرفها جميعاً هي ان سلطة الاستبداد والفساد الحاكم هي المسؤولة بصورة أساسية لما يجري، ولذلك فالمطلوب اليوم أن تستقيل هي وخاصة في مؤسسة الرئاسة، ولتبقى الوحدة. ثانياً: مغالطاتهما في قلب الحقائق وانتزاع الأحداث من سياقها الحقيقي والطبيعي والمنطقي إلى سياق غريب وشاذ بهدف تسويق التشطير من قبل ممثل منظمة (تاج) وبهدف تلميع سلطة الاستبداد والفساد الحاكم في بلادنا وتبرئتها مما هي مسؤولة عنه وعدم تحميلها ما تستحقه من تحميل ما يجري من ممارساتها في اتجاه التشطير ولاسيما في المحافظات الجنوبية والشرقية والمطلوب اليوم هو الحفاظ على الوحدة والتخلص من النظام. ثالثاً: من مجمل ما دار بينهما أعطى الاثنان صورة مشوهة وغاية في البشاعة عن الشخصية اليمنية وعن اليمنيين إجمالاً فقد تنابزا وتشاتما واستبا بأقذع الألفاظ والكلمات حتى بدت وكأنها حلقة (ردح) وما كانا على مستوى من الأخلاق على الأقل احتراماً لملايين المشاهدين ثم لمكانة البرنامج ومكانة قناة الجزيرة نفسها. رابعاً: سؤال البرنامج عن من يتحمل نتائج ما يجري على الساحة اليمنية هل هي «المعارضة» أم «السلطة» هو سؤال خاطئ من أساسه فالمعارضة كما نعلم جميعا في بلادنا تتمثل بأحزاب اللقاء المشترك وهؤلاء لم يحضر أحد منهم البرنامج ولا تتمثل المعارضة في منظمة (تاج). خامسا: لماذا رفضت السلطة أن تحضر من يمثلها في هذا الحوار؟